(١)
ليس بالأمر الهين أن نتاجر بآلام البشر، وأن نتراقص على جراحهم، طمعاً في تحقيق شهرة معينة، وكأن مشاعر البشر دمية في أيدينا، نقذفها كيفما نشاء، بدون أن نتروى، أو أن نراعي كبرياء هذا البسيط، نبحث عن ما يحقق لنا شهرة ولو على حساب الآخرين، والهدف هو أن نكون محط الأنظار، وحديث الجميع.
(٢)
لا نبالي بصحة أو خطأ المعلومة التي نحصل عليها، ننبش في الشبكات الاجتماعية، نبحث عن أي أمر يصنع منا أساطير، ونمضي غير مبالين بأثر هذا الذي ننشره، كل ما نصبوا إليه أن نكون تحت الأنظار، الكل يمجدنا، ويمدح في صنيعنا، أما المعلومة غير الصحيحة التي قدمناها لا يعني لنا ماذا صنعت، وكم من إنسان أزعجته، أو أضرت به.
(٣)
لا نتروع عن ممارسة الكذب، ولا الخوض فيما لا يعنينا، ولا الكيل بمكيالين، ولا الإضرار بالآخرين، المهم أن نحقق ما نريد حتى ولو كان على باطل، ولسان حالنا يقول “أنا وأنا فقط”، حتى ولو خسرنا مصداقيتنا، الأهم أن ما نريده تحقق، أما ما ينفع الناس فليذهب سدى أمام طموحاتنا التي يجب أن تتحقق حتى ولو على حساب الآخرين.
(٤)
الوطن ليست مجرد كلمة، وليست أغنية، ولا حتى شعار، الوطن هوية وانتماء، ومع ذلك تجد من يتنكر له، يبيعه بدراهم معدودات، أو يخربه من الداخل، أو حتى لا يمتثل لقواعده وقوانينه، أو أنه لا يبالي بتطويره، أو الحفاظ على جماله، فمن يفعل ذلك تجده خاوياً من الداخل، لا يشعر بالانتماء، ولا يبالي بالمكان، وستجده دائماً هو الخاسر، فلا مكان يحن له، ولا أرض تحنو عليه، وهو مجرد رقم، لا يعرف معنى الولاء.
(٥)
استيقظ على أنغام الصراع، تناول هاتفه النقال وأرسل تغريده تمقت المكان، وأردفها بأخرى تمقت البشر، وثالثة تغتاب أحدهم، وبعد أن استفاق وبخ زوجته، وشتم ابنته، ومشى يجر أقدامه خارجاً، وعند الباب صفع عامل النظافة، وركل الهرة، وجلس خلف مقود سيارته يجوب الطرقات، وينتزع منها أمانها، فما سلم منها أحد، وعندما دلف لمكتبه لم يبادر بالسلام، وكأنه رغبة الانتقام تسيطر عليه، فو يمقت الجميع، ولا يعرف معنى التسامح.
(٦)
وستبقى مكارم الأخلاق مطلب.