الحب لا يعرف الملل ولا الكلل، يدغدغ المشاعر، حتى لا نستطيع التحكم بمسارها، يشغل القلوب حتى لا تستطيع العقول صدها، وتبقى ذكريات اللقاء هي الهاجس الذي يشغل يومنا، نتنفس تلك الأحاديث التي استحكمت على تفاصيل الحياة، فلم نعد نهمس إلا بها، ولم نعد نرجو لغيرها حديث.
وعلى النقيض من ذلك فالكره لغة لا يعرفها من جرب طعم الحب الحقيقي، لغة بشعة جداً، تفاصيلها تقتل التآخي بين البشر، وتزرع أشواك الألم في خاصرة الحياة، وتحتم عليك أن تتجرع مرارة شعوره، وتبقيك وحيداً منبوذاً لا أحد يريد أن تكون له صاحباً.
من عاش تفاصيل الحب، وذاق حلاوة الهوى حتى اثخنته، فأصبح تكسوه قسوة الشوق، ويحكم عليه ألم التوجد، وكآنه حكم على من يحب أن يبقى حبيس له، لا يستطيع الخروج بعيداً عن دائرته، ولا يستطيع مقاومة عذابه، فتلك التفاصيل الصغيرة التي تصاحب الحب لا تقدر بثمن، ولا يعرف سرها إلا من أكتوى بلهيبه.
الكره والحب كالماء والنار، لا يلتقيان، ولا يتفقان، ولا يجتمعان في قلب رجل واحد، فمن يحب لا يعرف معنى البغضاء، ومن يكره لم يجرب طعم المحبة، والسعيد من جعل الحب سمته، وأبتعد عن كل ما يكدر صفو الحياة، وعاش بقناعة العشاق، وتفاصيل حياتهم، حتى امتزج الحب في دمه، وأصبح للتسامح عنواناً، والحياة أيقونة خالدة كقيس وليلى، يتذكرها الجميع، ويتمنون أن يخلد ذكرهم، كما خلدهم الحب.
همسة
كن محباً..