للمرأة حقوقها الكاملة، لها الحق في أن تشترط في عقد الزواج ما تشاء، والرجل مخير بين القبول والرفض، فإن هو قبل ذلك، فيجب عليه الوفاء بالعهد، وتحقيق كامل الشروط، وليس لأحد الحق في الاعتراض على شروط المرأة، فلها كل حق في ضمان كيف ستكون حياتها، إن شاءت أن تضحي من أجل الحب، وإن أرادت أن تضع الحب جانباً وتعيش كيفما أرادت.
وليس لأحد أيضاً الحق في انتقادها على شروطها للزواج، فهذه حياتها الخاصة، وهي الأفضل والأجدر في معرفة ما هو الأنسب لحياتها، وما يناسب شخصيتها، أما المنتقدون فلن يعيشوا معها في كنف الرجل، هو يسمعون وينتقدون، ولا يعلمون هل حيتها ستون نعيماً أم جحيماً، فاتركوها لتضمن كيف ستكون حياتها.
أتفق مع قولها أن الحب لا يعني أن تكون مغفلاً وتتنازل عن شروطك، فنعيم الحب لا يعدو كونه لحظة عابرة، تنشغل بعدها في ملذات الحياة، بل وفي مشاكلها، حتى تمل الحب، فتنقلب اللحظات الجميلة إلى تحديات يومية يحاول الزوجين أن لا تكبر وتنهي بقايا الحب، وفي المقابل الطمع غير جيد إطلاقاً، وسيقضي على الحب والحياة.
ما حصل خلال الأيام الماضية من نشر إحدى المشهورات صورة لعقد قرانها، وبالتحديد شروط الزواج في العقد، والضجة التي تلت ذلك في شبكات التواصل الاجتماعي، فبالرغم من أن الشروط كانت مبالغ فيها جداً، إلا أنها لم تتعدى الحدود، ولم تخالف هذه الفناة أي شيء، هي مارست حقها في ضمان حياتها، وأيضاً في أن تكون سعيدة في هذه الحياة.
هي ترى أن سعادتها تكمن في هذه الشروط، ولكنها بالغت عندما نشرت الشروط وكأنها تتباهى فيها، فجميل أن نحافظ على شيء من خصوصيتنا، وأن نقدر الطرف الآخر الذي سنعيش معه جل حياتنا، ولا نحاول إيذاء مشاعره، فالشروط مهما كانت قوتها لن تؤثر على الحب، أما مشاركة بعض الخصوصيات هي ما تقتل الحب.
أيضاً لا نستطيع القول أن نشر الخصوصيات ليس حق شخصي، بل هو كذلك فلها الحق في مشاركة خصوصيتها مع من تريد ومتى ما أرادت، ولكن الأجمل أن لا نسمح لأحد بالتدخل بحياتنا الخاصة، وهذا لن يكون إلا بمنع التدخل في شؤونا من خلال عدم مشاركتها في الشبكات الاجتماعية.
مشاركة خصوصيتنا في الشبكات الاجتماعية تماماً مثل الكلمة متى ما خرجت لن تعود، وجاء في المثل “رب كلمة قالت لصاحبها دعني”، لنحورها لتكون “رب تويته قالت لصاحبها لا تنشرني”.