عندما أمسك الكتاب لأقرأ، أو اتصفح الإنترنت، أو اتحدث مع الآخرين، أتذكر والدتي كيف بدأت بتعليمي منذ الصغر، كيف أرشدتني إلى الطريق الصحيح، أتذكر كيف تعبت من أجل أن أتعلم، وأدعوا لها بكل ما أملك من قوة أن يجزيها عني خير الجزاء.
أتذكر بعدها والدي كيف صحبني في كل تفاصيل دراستي في الصفوف الأولية، كيف كان بنفسه يوصلنا للمدرسة، ونعود من المدرسة معه، كنا في زمن يكثر فيه المتصيدون للذهاب إلى مناطق النزاع، ولكن حكمة والدي ساعدتني في أن أبتعد عن هؤلاء، لم نغفل عن عينه، تابعنا حتى أنهينا تعليمنا الثانوي.
أتذكر أيضاً أساتذتي في الابتدائية والمتوسطة والثانوية، من أتذكر منهم مع حفظ الألقاب (عليوه، عصام، حسن، عيد مهلهل العتيبي، الجاسر، النجيدي، الملحم، خلف الدوسري، عثمان المدلج، جميل البجة، علي الغامدي) بعضهم نسيت اسمه الأول، ولكن أتذكر الكثير من التفاصيل الدراسية معه، والمشترك بينهم أنهم وضعوا بصمة وأثر إيجابي في حياتي حتى وصلت لما أنا عليه.
أتذكر أيضاً من أثر في حياتي، لم يكن معلماً في المدرسة، وإنما التقيت به، ومر بحياتي، صنع في ذاتي شيء مختلف، منحني بعداً جديداً، تعلمت منه كيف أمضي في الحياة، تعلمت بعض فنون يومي، وكيف أبرز في عملي، وجهني للنجاح، ولم يبخل بتقديم أي معلومة احتاجها.
ومع كل من علمني، لا أنسى معلمي الأول، من علمني كيف أتكلم، من فرح عندما نطقت أول حرف، من سعد عندما بدأت بالسير، ووقف بجانبي لأخطو أول خطوة، من سهر وتعب من أجلي، لا أنسى أمي فهي أول معلم لي، وبدون تعليمها لم أكن لأنجح، فهي الأساس التي بدونها لم نكن لنصل إلى درب النجاح، ومع مرور الأيام، وبعد أن كبرنا لا تزال تنصحنا، وتوجهنا، لتبقى معلمنا الدائم.
اللهم اغفر لأمي وارحمها واشفها واعف عنها وعافها وارزقها الفردوس الأعلى من الجنة..
أوصى بك اللهُ ما أوصت بك الصُحفُ
والشـعرُ يدنـو بخـوفٍ ثم ينـصرفُ
مــا قــلتُ والله يـا أمـي بـقـافــيـةٍ
إلا وكـان مــقـامـاً فــوقَ مـا أصـفُ
يَخضرُّ حقلُ حروفي حين يحملها
غـيـمٌ لأمي علـيه الطـيـبُ يُـقتـطفُ
والأمُ مـدرسـةٌ قـالوا وقـلتُ بـهـا
كـل الـمدارسِ سـاحـاتٌ لـها تـقـفُ
هـا جـئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي
كـأنـما الأمُ في اللاوصـفِ تـتصفُ
إن قلتُ في الأمِ شعراً قامَ معتذراً
ها قـد أتـيتُ أمـامَ الجـمعِ أعـترفُ
-منفول
اخي محمد اسال الله ان يرزقك بر والديك و يصلح دنياك و اخرتك.