في وسط أخبار كورونا، تطل علينا أنباء الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وذلك بعد تخلفه عن أهم احتفالات كوريا الشمالية، والتي كانت في ١٥ ابريل ٢٠٢٠ ومن ذلك اليوم بدأ الحساب لاختفاء الزعيم، لا توجد أخبار عن الزعيم الكوري، فهناك أنباء تشير إلى أن صحته تدهورت بعد أن أجرى عملية قلب، والأكيد أن حكاية الزعيم الكوري الشمالي مختلفة جداً، وتبقى من الأسرار التي يصعب معرفتها.
ونستطيع القول أن هذه ليست المرة الأولى التي يختفي فيها أحد حكام كوريا الشمالية أو أحد من الأسرة المالكة هناك، فسبق ذلك أن أختفى جد الزعيم الحالي لكوريا الشمالية وحاكمها في ١٩٨٦ كيم إل سونغ لعدة أنباء، وبعد أن تحدث الجميع عن اغتياله، أطل مره أخرى بعد يومين، وأيضاً أختفى والد الزعيم الحالي كيم جونغ إل في ٢٠٠٤ بعد انفجار في إحدى محطات السكك الحديدية التي كان يزورها، وفي ٢٠٠٨ أيضاً انتشر خبر وفاته بسكته دماغية، ولكنه لم يقضي حتفه إلا في ٢٠١١ وأعلنت وفاته بعد يومين من تاريخ الوفاة الحقيقية.
وأيضاً الإعلام الكوري الشمالي لا ينفي أو يثبت أخبار اختفاء زعمائه، وإنما يلتزم الصمت، فقد فعلها في مرات عديد، وخصوصاً عندما أشاره الأنباء إلى اغتيال والد الزعيم الحالي، في انفجار محطة السكك الحديدة، حيث أن كوريا الشمالية تقبع في الترتيب ما قبل الأخير في المؤشر العالمي لحرية الصحافة.
والمتأمل في حياة الزعيم الكوري يلاحظ أن حياته فيها الكثير من الغموض، حيث تلقى تعليمه في مدرسة سويسرية في بيرن تحت اسم مستعار، وهو لا يهوى مواد العلوم الطبيعية حيث أن درجاته فيها متدنية، بينما يتميز في الموسيقى والتقنية، وتزوج في عام ٢٠٠٩، وله ابنه ولدت في ٢٠١٢، وتبقى حياة هذا الزعيم يكتنفها الكثير من الغموض، فبالرغم من أن عمره ٣٦ عاماً إلا أنه لا يعرف له تاريخ ميلاد.
لا أحد يستطيع التكهن حول مصير كيم، ولا أحد يستطيع معرفة ما يدور في كوريا الشمالية، أو كيف تكون الحياة هناك، هذه الدولة التي لا يوجد لها العديد من السفارات حول العالم، ومع ذلك فهي تقارب من الاكتفاء الذاتي، فهي تعتمد على الصناعة بشكل كبير، ومع ذلك فناتجها القومي متدني نوعاً ما.
تبقى كوريا الشمالية بحكوماتها وزعمائها لغز محير، فمنذ أن تأسست في ١٩٤٨ لم يغادر اسم كيم رؤسائها، فالجد والأب والابن يحملون ذات الاسم، مما يثير التكهنات حول من هو الزعيم القادم لكوريا الشمالية، وفي الآونة الأخيرة بزغ نجم شقيقة الزعيم وهي تحمل الاسم كيم يو-جونغ، وتعتبر المحرك الأول للصورة الإعلامية والنمطية للزعيم الكوري، ومن المبكر الحكم على ذلك الآن، فالوقت كفيل بأن يكشف المزيد من التفاصيل في الدولة الغامضة.