من أكل الخفاش؟، هذ السؤال الذي شغلنا كثيراً في الفترة الماضية، حتى إذا مسنا الضر، وتذكرنا أننا في حجر، أنزلنا وابل من الدعوات على من أكل الخفاش، وفي النهاية لا نعرف هل سبب المرض هو شخص أكل الخفاش، أم غير ذلك، لذا نأخذ الاحترازات في طهي الطعام، لكي يقينا الله شر الأسقام.
ومن جهة أخرى نتذكر كم كنا مغرمين بمغامرات الرجل الوطواط (Bat Man)، ونتساءل هل من أكل الخفاش كان في ذهنه أن يتحول إلى وطواط آخر، هل كان مغرم بمغامرات هذا الرجل الكرتونية، أو التي شاهدناها في الأفلام، وقرر أنه سيستمد القوة من خلال أكل الخفاش، وسينقذ العالم من جميع مشاكله، ربما كان هذا ما كان يدور في ذهن من أكل الخفاش، ولكن أصبح العالم جميعاً في منازلهم، بانتشار هذا الداء.
من شدة إعجاب الجميع بالرجل الوطواط، صورت شخصيته على حقائب الأطفال المدرسية، وأيضاً على الملابس، وأصبح شعار الرجل الوطواط يزين ملابس أطفالنا، وربما ملابسنا نحن، ونحن نتذكره في فيلم “عودة باتمان” والذي أنتج في ١٩٩٢، ويحاول فيه الرجل الوطواط تحسين صورته لدى الجميع من خلال محاربة الشر.
من أكل الخفاش؟، بالتأكيد ستبقى صورة هذا الرجل في أذهاننا لفترات طويلة، سنبقى نذكر أبنائنا به، وكأنه أسطورة رعب جديد، وسنألف قصصاً تترى، لنحكيها لأحفادنا ونخوفهم بها، تماماً كما كان يفعل الأجداد، عندما يروون لنا القصص المرعبة في عصرهم مثل “حمارة القايلة”، و “السعلوة”، و “أم السعف والليف”، و “النمنم”، و “أبو رجل مسلوخة”، وكنا نزعم أنها من نهج الخيال، فهل كان ذلك صحيحاً.
يذكرني آكل الخفاش بأفلام “الزومبي” وهم يقومون من قبورهم، وبمجرد عضهم لأحد ما يتحول السليم إلى زومبي آخر، ويرعب من في الأرض، أو بدراكولا وهو وطواط آخر، صورته لنا الأفلام على أنه يمتص الدماء، ويعشق دماء البشر، فهل ستصور لنا الأفلام في المستقبل أن من أكل الخفاش رجل شرير، أم شخص جاء لينقذ البشر.
حتى يمن الله علينا وينتهي الحجر، ونعود إلى حياتنا الطبيعية، فكروا معي كيف سيكون حال من أكل الخفاش بعد “دعاوي” البشر عليه، وكيف سيكون شكل الأفلام في الفترة القادمة، هل ستصوره بأنه رجل شرير يسعى لتدمير البشرية، أم رجل مسالم، حاول مساعدة العالم، وانتهى به الأمل، في حجرة مستشفى العزل.