(١)
نختلف أو نتفق هذه هي الحياة، لسنا متساوين في النظر للأمور، فزاوية الرؤية تختلف بيننا، لكن من المهم أن لا ننتقص الرأي المقابل، فربما لاحظ أمور لم نستطع تمييزها، ولنحاول الاستفادة من تجارب الغير، وتحليل الأمور، حتى نستطيع فهم الحقائق بشكل سليم، فبالتأكيد ستكشف لنا الأيام ما نجهل.
(٢)
الرئيس الأمريكي ترامب شخصية عجيبة، فعند اقتناعه بأمر يسعى جاهداً لأن يثبته، حتى ولو لم يكن هذا الأمر صحيحاً، فالعالم اجمع ينتقد الرئيس الكوري الشمالي، ولا يحبذ التعامل معه، وترامب يصفه بالصديق بعد سلسلة من التحديات التي كانت بينهما أبان تولي ترامب الرئاسة الأمريكية، والآن يقول العالم أن فيروس كورونا من أصل حيواني، ومع ذلك يصر ترامب على أنه من إنتاج إحدى المختبرات الصينية في مدينة ووهان، وربما يكون هذا مجرد تورية ليحمل الصين أي خسارة انتخابية يقع فيها، بالتأكيد هناك زاوية رؤية مختلفة ربما تكشفها لنا الأيام القريبة.
(٣)
كورونا هو الآخر ما زال ينتشر، ويتحدى البشر، فما زالت اختبارات الدواء مستمرة، وحتى ذلك الوقت نحن مستمرين في منازلنا، نمارس حياتنا بسعادة، ونستكشف الكثير من مهاراتنا، فمنا من تعلم الطبخ وأبدع، ومنا من يدون التفاصيل حوله، ويكتشف مهاراته الكتابية، وغيرها الكثير، وسنرى كيف ستتغير النظرة للحياة، بعد أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها، فزاوية الرؤية بالنسبة لنا اختلفت كثيراً بعد كورونا.
(٤)
حتى الكلمات أحياناً تخاطبنا قبل أن نخاطب بها غيرنا، تدعون للتفكير، وللتأمل في الكلمة قبل أن تنطقها الشفاه، تريد منا أن ندرس جيداً عواقبها، وليس أقوى من كلمة تلحق الخسائر بنا، ولعل آخرها الكلمة التي قالها “إيلون ماسك” المدير التنفيذي لشركة “تسلا” لصناعة السيارات الكهربائية، حتى تتبخر بعدها ١٤ مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، بعد أن أبدى وجهة نظره عن قيمة سهم الشركة وأنها مبالغ فيها، ليهوي السهم ويخلف الخسائر، ولكن هنا يتبادر السؤال ما هي زاوية الرؤية التي دعت “إيلون ماسك”، لهذا التصريح وهذه الخسائر.
(٥)
باختلافنا نجتمع، فمنا من يرى انفراجه في رحم المأساة، ومنا من يرى التعاسة ومن حوله في قمة السعادة، ومنا من ينشر البهجة وهو يقبع في الوحل، وهناك من يتصنع التعاسة وهو في قمة السعادة، الأكيد أننا نختلف ونتفق، وبكل هذا نحن سعداء.