بين برنامج غذائي وتمارين رياضية، وأحياناً قسوة على النفس من أجل أن نحصل على قوام رشيق، وجسم متناسق، وإذا بلغ السيل أعلاه، قرر أحدهم إجراء عملية تكميم، لكي يحصل على حلمه، ويكون رشيقاً، فهو يتكبد الكثير من الآلام من أجل هذا الطموح، حتى أصبح هذا النوع من العمليات هو “التريند” الأول، وأحياناً من أشخاص لا تظهر عليهم علامات الامتلاء.
الوزن المثالي، وتفصيل الجسم السليم، أصبحت مطلب وحلم لدى العديد من الشباب والشابات، وهذا يعود لتأثير بعض نجوم ونجمات السينما على الجميع، وعلاوة على ذلك هناك من يبحث عن ما يسمى “نحت الجسم”، وهي عملية جراحية لتفصيل الجسم كما نريد، وذلك من خلال إزالة الترهلات الدهنية من المواضع التي نريد، وهي تصنف من الجراحات التجميلية، والأكيد أنني شخصياً حاولت أن أشاهد مقطع فيديو لإحدى هذه العمليات، ولم أستطع إكماله لشدة قسوة تنفيذ هذه العملية على الجسد.
ومن جهة أخرى هناك عشاق الأكل، ومن يرددون “يا رب أنحف” بدون أي مجهودات تذكر، وبدون رغبة صادقة في ممارسة أي نشاط رياضي، فللأكل متعة لا تضاهيها متعة، والصراحة لعلي أتفق معهم على ذلك، فمن غير المستساغ بالنسبة لي أن أقدم على عملية جراحية تحرمني من ملذات الحياة، وأهمها الأكل، والمقابل ضئيل وهو رضى البشر.
عند فئات مختلفة من المجتمع أصبح لديهم هوس بالنحافة، فتجد الأكل لديهم بحساب، فهناك حساب للسعرات الحرارية، ولنسبة الدهون، ووزن كميات الأكل، ومع ذلك فهم لا يتمتعون بصحة جيدة، مقارنة بحمياتهم الغذائية، والبعض أصبح الرياض بالنسبة لهم هوس، فتجده يؤدي بعض الممارسات الخاصة وربما يجهد نفسه ويصاب، من أجل قوام مثالي، ورضى النظرة الأولى عن جسده من الآخرين.
رسالتي للجميع، اعمل لنفسك ولا تلقي بالاً لما يقوله الآخرين، إذا أردت قوام رياضي، فأبذل جهدك في هذا الشيء، في حدود المعقول، وفي الأمور التي لا تضر صحتك، فأنت من سيتأذى، وإذا كنت من عشاق الأكل، فمارس هواياتك، ولا تهتم بأحاديث غيرك، فالرضى الداخلي أهم وأبقى، وكن أنت وكما تحب.