أسهل شيء في الحج هو رمي الجمرات، فالتوسعة للجمرات، وطريقة تنظيم الدخول والخروج منها جعلها ميسرة بالكامل، لذا يوم الحج الأكبر، وبعد رمي جمرة العقبة الكبرى، لا تحاول أن تغير مسارك لتبحث عن حلاقين، فالدرس هنا هو أن تتأكد من أن هناك حلاق في الحملة، أو أحضر أدوات الحلاقة بنفسك، وأحلق رأسك أو قصر لتعلن التحلل من الحج.
في أيام التشريق وعند التوجه لمنى لرمي الجمرات، وبما أن طريق الذهاب لمنى يحتاج مجهود في السير على جسر الجمرات، احرص أن تحضر معك حذاء رياضي، لكي تستطيع المشي براحة تامة وبدون مضايقات، وهذه من الدروس التي يجب أن لا تغفلها، فالمشي للرمي وخصوصاً على جسر الجمرات طويل ويتطلب لياقة بدنية، حيث أن فيه صعوداً ونزولاً، لذا وهذا درس آخر لا تهمل رياضة المشي أبداً قبل الحج، وإذا نويت الحج فحاول أن تزيد من رياضة المشي لرفع لياقتك البدنية.
في الطواف سواءً الإفاضة أو الوداع، بحمدلله كانت الأمور ميسرة بالكامل، أديت الطواف من الدور الأول والحمدلله لم يكن الطواف صعباً، ولكن ما كان صعباً هو تحديد هل أنت متعجل أم متأخر، فعندما حجزت الحملة من خلال الموقع حاولت أن أختار حملة متعجلة، ولكن وبعد أن تسلمت بطاقة صعود الطائرة أخبروني أن الحملة تحولت لمتأخرة بسبب حجوزات الطيران، وهذا ما يجعلني أكد على أهمية أن تكون الحملة من جدة، لسبب أنها ستكون وفق ما حجزت متعجلة أم متأخرة، حيث أن التنقل من مكة إلى جدة بالباصات.
الحمدلله على نعمة أداء الحج، ومن أهم الدروس التي تعلمتها من الحج، هو عدم الذهاب للحج بدون صحبة تثق فيهم، ويساعدونك في أداء الفريضة، فتوجهت للحج منفرداً وبدون صحبة، مما أزعجني خصوصاً في بعض التنقلات، وعند المرض، والحمدلله رزقني الله بأخ عزيز اسمه “سعد الدخيل”، تعرفت عليه في الحملة، وكان سريره بجانبي، وهو بعد الله من ساعدني خصوصاً بعد العارض الذي أصابني في مزدلفة، فقد كان نعم الأخ ونعم الصديق، والحمدلله أنني تعرفت عليه، لذا فأحرص أن لا تذهب للحج منفرداً.
الحمدلله الذي وفقني لأداء فريضة الحج، فمع كل التحديات التي واجهتها إلا أنني تجاوزتها وأصبحت من الذكريات، فلا شيء يعدل أداء الفريضة، ونصيحتي الأخيرة، لا تؤجل أداء فريضة الحج، فمجهود الحج لم يعد في الذهاب لمكة، وإنما في التنقل مع الأعداد الكبيرة من الحجاج.
