بالأمس لم يكن عيد الفطر كما كان في سابق الأوقات، اختلف العيد مع التزامنا بالحجر المنزلي، فهذا الوباء غير حياتنا بالكامل، فلم نقضي ليلة العيد متنقلين بين محلات الحلويات، وصالونات الحلاقة الرجالية، أو صالونات التزيين النسائية، وإنما التزمنا بالجلوس التام في منازلنا والحمدلله على ذلك، قضينا ليلتنا ونحن نعلم أننا لن نصلي العيد في المساجد في صباحها.
ومع ذلك رأينا وجهاً آخر ومختلف للعيد، استمتعنا بمساء ليلة العيد في منازلنا من غير زحام، وتبادلنا التهاني مع من نحب مبكراً، وقضينا بين كنفقات الأسرة أمتع اللحظات، وبعد صلاة الفجر، سمعنا التكبيرات من مآذن المساجد لأول مرة في السعودية، في تجربة جديدة ولحظات ممتعة ومبهرة، متأملين رحمة الله التي شملتنا بإذنه تعالى في هذا اليوم الفضيل، فكان العيد جديداً كلياً، ليس كالأعياد السابقة، وبعدها أدينا الصلاة في المنازل، بصفة صلاة العيد، كلناً صفاً واحداً، وفي وقت واحد، فغيرنا عادتنا بالعيد للأفضل، ولم يختلف علينا إلا اجتماعات الأقارب.
حتى ولو لم نستطع الاجتماع في العيد، حتى ولم نستطع تبادل التهاني متقاربين، فنحن فرحنا واستمتعنا بعيدنا متباعدين، غير مبالين بأي منغصات، أو أي أحاديث رددت “بأي حال عدت يا عيد”، نعم عدت يا عيد ونحن فرحين مستبشرين، وأيضاً صامدين، قاومنا هذا الوباء، وبدأت معالم الانتصار عليه تلوح في الأفق بإذنه تعالى، متجاوزين نسبة ٦٠٪ في التعافي من الفيروس، ومهتمين بأهلنا في الداخل وأهلنا في الخارج.
نعم عيدنا كان سعيداً، بأن أتممنا صوم رمضان، وبأن سمعنا تكبيرات العيد سواءً من مساجدنا، أو رددناها بأنفسنا، وعشنا الفرحة بأن تواصلنا صوت وصوة باستخدام التقنية، والتمسنا العذر لمن لم يستطع أن يحادثنا، سائلين المولى أن تنتهي هذه الجائحة ونحن أكثر قوة من ذي قبل.
وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعية، وسناب شات شاهدنا احتفالات المنازل في حينا، وتابعنا احتفالات جيراننا، وتجولنا في الخريطة لنشارك الجميع فرحتهم بابتسامة، وتصل لنا سعادتهم، في كل مكان من عالمنا الإسلامي، فلا أجمل من أن نتشارك الأفراح، فالتقنية جعلتنا أقرب.
حتى وإن لم نستطع الخروج من منازلنا، استطعنا مشاركة فرحة العيد مع الجميع، ومارسنا جميع الأنشطة التي نهوى، فالحمدلله على نعمه وفضله، ودائما عيدنا سعيد.
عيدك مبارك اخي محمد…في هذا العيد تذكرت العيد أيام كنت صغيرا في قريتنا لم يكن هناك اجتماعات عائليه كبيرة او حتى اتصالات هاتفيه كنا نصلي الفجر ثم نتجهز لصلاة العيد في مصلى العيد و نتبادل التهاني في مصلى العيد و نعود للبيت حيث تقوم والدتي رحمها الله بإعداد وجبة العيد و هي عبارة عن صحن من الجريش غالباً نتناوله في البيت او مع الجيران في سرحة مسجدنا جزء من هذه الذكريات التي كدت انساها عشتها في هذا العيد رغم الظروف غير المعتادة الا ان فرحة العيد في البيت شاهدتها في وجوه أبنائي و اسرتي الصغيرة..
مقال جميل