في الربع الرابع من عام 2019 وبالتحديد في 18 أغسطس أطلقت الهيئة العامة للرياضة آنذاك وزارة الرياضة حالياً منصتها الرقمية GSA.live ومن خلال هذه المنصة كانت تبث مباريات الدوري السعودي للمحترفين مجانياً لكل دول العالم، وجاء تدشين المنصة بعد ايمان وزارة الرياضية بأهمية التحول الرقمي، خصوصاً بعد أن شهدت مباراة الديربي بين النصر والهلال لموسم 2018 أكثر من 1.8 مليون مشاهدة من خلال البث المباشر عبر الإنترنت.
نقطة التحول في هذه المنصة عندما حصلت شركة الرياضة السعودية على حقوق بث دوري أبطال آسيا، واقتصر البث على منصة GSA على أن تبث البطولة عبر الفضائيات نهاية العام الحالي، ولعل الاستثمار في البث المباشر للمناسبات الرياضية مهم جداً في الفترة الحالية، نظراً للإقبال الشديد من الشباب عليها، واحتكار جميع البطولات في قناة واحدة لن يفيد الرياضة كثيراً.
ولكن أن تقتصر استثماراتك في بطولات محدودة لن يذهب بك بعيداً، فمن المهم أن تنوع هذه الاستثمارات، فتحتكر بطولة، وتشتري حقوق بطولات متنوعة، وخصوصاً البطولات الأوربية، حتى ولو كان حقوق البث على مستوى السعودية فقط، مع تلبية الاشتراطات بأن يكون البث مشفراً، وهذا من شأنه أن يزيد في المدخولات غير النفطية للسعودية أولاً، ويفتح المجال لإضافة وظائف جديدة في السوق السعودية.
وعلاوة على ذلك لابد لهذه المنصة الوليدة أن لا يقتصر بثها من خلال متصفحات الإنترنت، وإنما من المهم أن يكون لها تطبيق على الهواتف الذكية، وهذا ما فعلته منصة وزارة الرياضة GSA، وآخر على أجهزة التلفزيونات الذكية، لأنه بهذه الطريقة ستصل لجمهورك والذي جلهم من الشباب، فالاستثمار مع الشباب يحتاج لأن تتكلم معهم بلغتهم، وتذهب إلى الأماكن التي يفضلونها، والهواتف الذكية هي الوسيلة الأسرع للتواصل مع الشباب، وشبكات التواصل الاجتماعي مثل سناب شات وانستغرام وتويتر هي ما يفضلها الشباب.
منصة GSA خطوة رائعة وموفقة من وزارة الرياضية، ولكن تحتاج لمزيد من الانتشار، وتسويق المنصة والدعاية لها، لكي يعرفها الجميع، وهذا من شأنه أن يجلب الإعلانات التي تضيف دخلاً جديداً للمنصة، وربما تسليم المنصة لشركة بنظام المشاركة بين القطاع العام والخاص من شأنه أن يوسع من استثمارات المنصة، ويفتح آفاق جديدة للبث التلفزيوني الرياضي في السعودية.