إذا استشهدنا بالآية القرآنية “ولا تقربوا الصلاة” واكتفينا بهذا القدر فكيف ستفهم الآية، هل ستفهم بأنها حث على المحافظة على الصلاة.. بالطبع لا!، وإنما إذا استشهدنا بها في سياقها الكامل “ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى” هنا سنفهم الآية بشكلها الصحيح بعيدة عن التأويل لأننا سمعناها كاملة، وقس على هذا في حياتنا اليومية بشكل كبير.
بالأمس رأيت مقطع الفيديو للشيخ المنجد حول قتل ميكي ماوس، فتذكر كيف أوصل بعض المتشددين دينياً لأصحاب الفتوى عبارة تركي الحمد الشهيرة “إن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة” والمقتبسة من إحدى رواياته، لم تصل لأصحاب الفتوى في جملتها المفيدة أي تقرأ من نص الرواية من بداية الفقرة إلى نهايتها، وإنما وصلت مجردة وصريحة، وبالطبع عندما تسمع الجملة بهذه الطريقة ستكون الفتوى مختلفة جداً ومتشددة بقوة..
ويبدوا أن الشيخ المنجد شرب من نفس الكأس هذه المرة، ففي رمضان وصلني من أحد الزملاء أن الشيخ المنجد أصدر فتوى في قناة المجد بقتل ميكي ماوس هذه الشخصية الكرتونية التي تابعناها واستمتعنا بها منذ أن كنا صغار، استغربت هذا الأمر مع إصرار زملائي أنها موثقة في مقطع فيديو ولن يستطيع الشيخ إنكارها، لم أرغب في تيك الفترة أن أتحدث عن الموضوع، إلى أن وصلني بالأمس رابط المقطع الذي تحدث فيه الشيخ تحت عنوان “الله يهديك يا شيخ، خليت العالم يضحك عليك”..
استمعت إلى المقطع فالشيخ المنجد يتحدث عن نجاسة الفأر وارتباط وجوده بالأمراض، حتى أننا أمرنا في شرعنا المطهر أن نقتل الفأر في الحل والحرم، وأن نسكب الإناء الممتلئ بالسائل عندما يسقط فيه فأر، وأراد الشيخ أن يبين كيف تحول الفأر عند أطفالنا بشكل مخالف للدين والواقع قبل ذلك، إلى مخلوق لطيف جداً مثل “جيري” وشخصية عظيمة مثل “ميكي ماوس”، ولم أسمع في كلام الشيخ أي معضلة فهو أراد أن يعيد ميكي ماوس إلى أصله ويتحدث عن الأصل لا عن الشخصية..
بالنسبة لي أتابع “ميكي ماوس” و”جيري” مع أطفالي كل يوم، وأنا متأكد كما الشيخ المنجد متأكد من أنه شخصية كرتونية ومخالف للواقع، وأعلم كما يعلم الشيخ المنجد وكل العقلاء في العالم من أن الشخصيات الكرتونية تصور بشكل مخالف للواقع، ومع ذلك حديث الشيخ المنجد لم يضحك علينا العالم وإنما تفكيرنا السطحي وحبنا لافتعال المشاكل هو سبب تشويه صورتنا أمام العالم..
مثل ما هناك من يسيء الفهم من الملتزمين دينياً هناك من يسيء الفهم من الطرف الآخر، وفي حين أن اطروحات الطرف الأول لا تتعدى حدود مجتمعنا، تتجاوز اطروحات الطرف الآخر حدود العالم وتصل إلى أبعد من ما نتصور..
مقطع الفتوى المزعومة للشيخ المنجد..
ردود الفعل في وسائل الإعلام الأمريكية..
إيضاح الشيخ المنجد لحقيقة ما قاله..
العربيه نت كانت أول من تحدث عن الموضوع ولفقه لهذه الإساءه
المؤلم أنه تناقل بين وسائل الإعلام الأمريكية بسخريه شديده من المسلمين ومن شيوخنا الأفاضل
وبالطبع شاع بين الناس الخبر الملفق وبدأو بمعارضة كل فتوى جديده بغض النظر عن الشائعه أعلاه
ماعلموا أنهم وإن أخطأو اجتهاداً منهم يثابون عليه خيراً منا نحن الذين لم نقدم شيئاً
سلمت يمينك
ولكن اخي محمد كلام الشيخ كان كلامه موجها و مسموعا من قبل ملايين الناس منهم المتعلم و منهم الجاهل، فهو في حديثه هذا لم يكن يتحدث للنخب و من يفهم الرموز و الإيحاءات اللفظيه و الإسقاطات الفلسفيه التي قمت مشكورا بإيضاحها لنا.
أنا أقول بأن على الشيخ أن يثمن كلامه و يحسب له الف حساب بحيث لا يمكن تأويل كلامه و يساء فهمه، فالإسلام لم يأتي ليعقد الحياة بل ليسهلها، و بالتالي فالحديث الواضح المباشر الذي له فائدة على الناس هو ما يجب أن يركز عليه مشايخنا، أم الحديث عن الفأر و نجاسته و فلسفة الغزو الفكري و المؤامرات التي تحاك على أطفالنا و ما إلى ذلك من قضايا فليتركوها لإجتماعاتهم النخبوية مع من يصبحون و يمسون مهمومين بتحليل العالم و مؤامراته و صراع الحضارات من النخب الفلسفية و الباحثين الأكاديميين.
ليكن للفتوى ثقلها المبني على الدراسة و التفكير و التأني لكي يكون لها بالتالي قيمة تحترم بدلا من أن تكون جملا و كلمات تخرج دون تفكير معمق و تكون متوفره على كل رف و سوق و على كل فضائية و إن كان فضائية هشك بشك، و الله المستعان.
كلام الشيخ واضح وصريح و كلامه على حق فكيف نصور الفأر كشخصية لطيفة وهي نجسه أو نصور مخلوقات ضاره على أنها مخلوقات لطيفة و مسالمه و صديقة الانسان
و قد شاهدت بأم عيني على أم بي سي ثري مسلسل كرتوني يصور العقارب الخطره المخيفة و الذي يعتقد هذا الاعتقاد أصحاب الشخصية الكرتونية إلا أنه يثبت لهم أن العقارب مخلوقات لطيفة و الطامة الكبرى أن المسلسل أنتهى بفلم وثائقي عن العقارب لم يذكر فيها أنها سامه …. كلام الشيخ منطقي فأنا أعرف أطفال لا يقتلون الفأر عندما يشاهدونه بل يتباشرون به
أسماء:
ولا أعفي فضيلة الشيخ عن تحمل نسبة من البلبلة التي حدثت، فأحياناً الاستشهاد إلم يكن مدروساً بشكل جيد ومنظم وبدون خروج عن النص قد لا يكون منطقياً ويزيد من تسطيح الفكرة وعدم تقبل المتلقي لهذا الاستشهاد..
وهذا ما حدث لفضيلة الشيخ..
عزيزي ياسر..
لا أختلف معك إطلاقاً فيما أشرت إليه، فإدخال العامة في أمور لا يفقهون فيها شيئاً هو ما أثار البلبلة لدينا في كل شئ من أمور الدين والدنيا، حتى أصبح الدين مجرد وسيلة وغاية للوصول لهدف معين..
جزاك الله خير على هذا التوضيح ..
والكثير من اللغط أصاب الموضوع حتى أصبح الجميع يفسر حسبما يراه هو مناسبا
للأسف غالبيتنا الآن لايميز بين الفتوى الشرعية وبين الكلام العام ووجهات النظر فالأحاديث البشرية أو الثقافية والإجتماعية لايمكن نطبع لها طابع القرآنية ..
لكني أقول دعو الرجل ينشر إبداعاته الفكرية ولا تقيدوه بآذان الساذجين وأفهامهم ..
وربما يقال: حدثوا الناس بمايعقلون .. لكن بتكملة العبارة يتبين أن المقصود بها في التحدث باسم الإله
وفرق بين مجالس الفتيا والبرامج التلفزيونة الثقافية
تقبل مروري