السياسة التي فرضها الحجر علينا منذ العام الماضي في رمضان وغيره، هو متابعة العمل والاستمرار به حتى من المنزل، فأصبح المدراء يستسهلون أن تكون هناك اجتماعات في الفترة المسائية، أو حتى في عطلة نهاية الأسبوع، وهذا ما أسفر عنه العمل عن بعد، فلم يعد هناك وقت عائلي يحترم.
بالرغم من أن العمل عن بعد سهل علينا الكثير من أمورنا الحياتية، إلا أنه فرض علينا قيوداً أخرى، من أهمها التواجد على مدار الساعة، وهذا ما يقتل يومنا، وما يجبرنا أن نكون فعالين بشكل مباشر، وهذا ما يساء استخدامه من قبل المدراء، فلا يشترط أن تكون متواجداً على مدار الساعة، وإنما التواجد في الوقت المحدد للعمل.
حجم الإنجاز في العمل عن بعد يكون أعلى بمراحل كثيرة من العمل في المكتب، وذلك لعدم وجود من يقطع عليك حبل الأفكار، وتجد نفسك مسترسل في العمل ومركز فيه، فلا مقاطعات تؤدي إلى الإخلال بالعمل، وهذا ما ساهم في تعزيز مفهوم العمل عن بعد.
ما يزعجني في العمل عن بعد هو ضياع الخصوصية المنزلية، فسابقاً العمل مرتبط في المكتب، أما الآن فالمنزل جزء لا يتجزأ من العمل، بل وأصبح العمل في المنزل في أحياناً كثيرة هو الأساس وخصوصاً للتنفيذيين، فاليوم بكامله يذهب في الاجتماعات، وبعد ساعات العمل الرسمي نخصص وقتاً في الرد على الايميلات والاتصالات وغيرها من الأمور، وربما نؤجل اجتماعات فريقنا إلى ما بعد ساعات العمل.
من هذا المنظور، ومن وجهة نظري أنه يجب أن نبحث عن التوازن بين الحياة والعمل، وأن لا نجعل يومنا بكامله عمل، من جهتي أحاول أن لا أعمل يوم الجمعة إطلاقاً، إلا عندما تكون الحاجة ملحة لذلك، وربما نجحت في ذلك بنسبة 90%، وما زلت أحاول أن أسيطر على يومي في الفترة المسائية بعيداً عن منغصات العمل، وبإذن الله سأحقق ذلك في القريب العاجل.