عادة ما تكون جلسات واستراحات التدخين من الجلسات التي تكون فيها العلاقات قوية، فلقاء المدخنين في الأماكن المخصصة لهم تنتج نوعاً من التجمع الخاص، وعلاقة في مجملها تكون اجتماعية أكثر، فلقاء السيجارة الواحدة يبني علاقة ثرية، لأنهم أثناء التدخين يتجاذبون الكثير من الأحاديث المشتركة، وربما النقاشات العملية في الكثير من الأحيان.
أحاديث التدخين عادة ما تحقق الاندماج بين أطياف المدخنين، لأنهم يتبادلون هم واحد، وتكون علاقتهم مثالية ومحفزة، وتلتقي الأنفاس أكثر من لقاء أنفاس الأزواج، وهذه ليست دعوة للتدخين طبعاً، فبالنسبة لي أجد أن الكثير من الأصحاب المدخنين، لديهم معلومات مهولة عن العلاقات داخل العمل، ودائماً كل جديد من أخبار في العمل أجدها موجودة لديهم، صحيح أنه عندما أجلس معهم كشخص غير مدخن وبعد جلسات التدخين طبعاً أروى صعوبة كثيرة في معرفة بعض المعلومات التي يحصلون عليها بسهوة أثناء نفث سيجارة.
وعلى النقيض من ذلك جلسات الشيشة، هي جلسة فردية ينسجم المشيش فيها مع مادة مرئية، فتجد هذه الجلسة دائماً ما تكون أمام التلفاز، لأنها جلسة فيها خصوصية عالية، فهي ليست جلسة خمس دقائق، وإنما تتجاوز في مجملها النصف ساعة وأكثر، ونادراً ما تجد جلسات الشيشة فيها نوع من الحميمية مع الأصدقاء.
بالنسبة لي أكثر ما أعانيه عندما يكون صحابي مدخن، فلا أنا أستطيع الجلوس معه في أماكن عامة، لأنه دائماً ما يفضل السيجارة وهي تضايقني، لذا تجدني أبتعد عن جلسات المدخنين بشكل عام، لأنها مهما كانت اجتماعية إلا أن سلبياتها تغطي على كل شيء.
ومن هذه التدوينة أدعوا جميع أصدقائي بالإقلاع عن التدخين فهو الموت البطيء.