التغير التقني الكبير الذي صاحب كورونا غير كثيراً من المفاهيم، وبالفعل كانت كورونا هي القائد الأول للتحول الرقمي، فمع كورونا تعزز مفهوم العمل عن بعد، والاجتماعات الافتراضية، لدرجة أننا أصبحنا نفضل هذا النوع من الاجتماعات عن الاجتماع المكتبي، بل وتحولنا في الاجتماعات المكتبية إلى أقل من خمسة أشخاص.
كورونا أيضاً عززت التسوق الإلكتروني، فمن الصعب أن تجد أسرة لم تطلب من خلال التطبيقات المختلفة، وأيضاً عززت كورونا الدفع الإلكتروني، فحتى البقالات الصغيرة تتوفر فيها أجهزة الدفع المختلفة، وعززت كورونا أيضاً خيارات التوصيل بمختلف أنواعها، وأصبحنا نفضل التوصيل على خروجنا للتبضع.
الجهات الحكومية أيضاً تغيرت كثيراً في ظل الجائحة، ودعمت التحول الرقمي من خلال المنصات المختلفة، فأصبح هناك منصات للتبرع، وأخرى للتطوع، وعززت المنصات الرقمية من العمل الحكومية، وبدأنا نبتكر أساليب جديدة للعمل، وعلى سبيل المثال تطبيق “توكلنا” وما حققه من نجاحات، فأكاد أجزم أن السواد الأعظم من سكان السعودية يستخدمون هذا التطبيق، فمن خلاله تثبت صحتك، حتى أصبح التطبيق بمثابة مفتاح العبور لأي مكان عام.
الجميع شعر بأهمية التحول الرقمي، وخلال السنتين القادمتين أتوقع أن ما سنراه من تحول تقنية سيفوق العشرين سنة الماضية، فالشركات والمؤسسات وأيضاً الجهات الحكومية بدأت تبحث جلياً عن الفرص التحويلة التقنية، وتحول أعمالها إلى رقمية بالكامل، ومن لا يستغل هذه الفرصة سيندثر كما اندثرت بعض شركات تصنيع الهواتف التقليدية عندما ظهرت الهواتف الذكية.
