لقاح كورونا.. العلم أولاً

كنا ننتظر لقاح كورونا على أحر من الجمر، حتى نتحرر استخدام الكمامات والمعقمات، ونعود لحياتنا الطبيعية، وما إن ظهر اللقاح حتى ظهرت بعض الأصوات التي تشكك في فترة التجربة التي مر بها اللقاح، وتشكك في فعاليته، ولو دققت في الأمر لوجدت أن ما يقال لا يتعدى كونه أحاديث مجالس، فلا حقائق علمية تثبت عدم الفاعلية، والهدف التشكيك في العلم وقدرته.

في السعودية وحدها هناك أكثر من 10 ملايين شخص حصلوا على اللقاح، ولم نسمع بأعراض كبيرة حصلت لهم، وإنما عن نفسي سمعت أمور إيجابية مختلفة، منها أن أصحابي اللذين حصلوا على اللقاح وخالطوا مصابين بكورونا لم يصابوا بأذى والحمد لله، فلو كان اللقاح غير فعال لما اعتمد في الكثير من الدول، ولما أعتمد في السعودية، ونحن نعرف حرص قادتنا على المواطن وسلامته.

هناك أيضاً من يشكك في الطريقة العلمية الجديدة الذي بني فيها لقاح فايزر مثلاً، متناسين أن العلم لا يقف عن حد معين، وإنما يتطور، ويتجدد، فلا حدود للعلم، فبعد توفيق الله ثم بالعلم اختفت الكثير من الأمراض، وجميعها كانت تجاربها الأولية مثل تجارب لقاحات كورونا، فهذا السل والملاريا والجدري والطاعون وشلل الأطفال، اختفت بفضل الله ثم العلم الذي أنتج اللقاحات المختلفة، ولعل التطعيمات التي يحصلون عليها أطفالنا منذ الولادة دليل جلي على أننا لن نستطيع التغلب على الأمراض بدون العلم.

ولا تعتقد أنه لن يأتي مع التطعيم أعراض بسيطة كارتفاع درجة الحرارة مثلاً، لأن هذه الأعراض تدل على أن الجسم بدأ يكسب المناعة تجاه الفيروس، وتذكر أن أطفالنا عندما يتلقون التطعيمات الأخرى يصاحب ذلك بعض الأعراض والألم، ولكنهم يتعافون سريعاً.

نصيحتي للجميع لا تؤجر عقلك لأحد، وثق بالعلم، فلن يتحقق التطور بدونه، وأحصل على اللقاح بدون تردد ما لم ينهاك الطبيب عن ذلك، لأن اللقاح بعد الله سبحانه وتعالى هو ما يكسبنا المناعة ونتجاوز به هذه المرحلة الصعبة، وتذكر كم فقدنا من أصحاب وأصدقاء لنا بسبب وباء كورونا، فكن أنت القدوة للحصول على اللقاح.