لا شيء يعدل الوطن، ولا شيء يماثل أن يكون تاريخه ضارب في جذور الأرض، هذه هي السعودية، بدأت في عام 1139 لتوحيد العباد على دين واحد، وإرساء الأمن والأمان الذي فقد في شبه الجزيرة العربية، ووصلت اليوم لتكون دولة رائدة ومتقدمة ومن ضمن دول العشرين.
بدأت لتمحو الجهل الذي ساد آن ذلك، وتنتشل المجتمع من غوغائية التعامل، إلى إرساء الأمن، وتأمين طرق الحج والتجارة، وتنظيم الاقتصاد، لتكون الدرعية أول عواصم الدولة السعودية، مركزاً اقتصادياً وعلمياً، ساهم في محاربة الجهل والأمية، وتعظيم الاقتصاد، وتحقيق الرفاهية.
واليوم 22 فبراير اعتمد ليكون هو ذكرى التأسيس، حيث صدر الأمر الملكي الكريم بذلك، ليذكرنا كيف أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى في 1139هـ الموافق 1727م، ونتذكر كيف بدأنا، وكيف صمدنا تحت راية قادتنا، وكيف تغيرنا وتطورنا، وانتقلنا إلى أفق أوسع، وكنا شهوداً على التحول حتى أصبحنا ضمن مصاف الدول المتقدمة، بعزيمة وحكمة قادة يؤثرون على أنفسهم لرفاهية شعبهم، وارتباط وثيق بين المواطنين وقادتهم.
في حين تحتفل الشعوب بيوم استقلالها من الاستعمار، تجدنا نختلف عنهم، فها نحن نحتفل بيوم التأسيس حيث بنينا دولتنا بأنفسنا واستمدينا القوة من عزيمة الإمام محمد بن سعود، الذي وضع اللبنة الأولى للوطن، وانطلقنا بعدها لنكون حماة الحرم، ونصنع من الحلم واقع، وواقع جميل، ونبقى شهوداً على الأرض، التي أصبحت منار الهدى للعالم أجمع.
ثلاثة قرون مضت، وتبقى السعودية شامخة، بحكمة ملكها سلمان بن عبدالعزيز، وبعزيمة فارسها محمد بن سلمان، سنصنع المستحيل، حتى نقف كأعظم دولة بسياستها، واقتصادها، وعلمائها.