على مدى أيام تابع العالم أجمع حكاية الطفل ريان رحمه الله، عندما سقط في البئر، فقد رقد الطفل المغربي ريان في قاع الجب لأيام، حتى استطاع المنقذون إخراجه بعد أن فارق الحياة، ولكنه لم يرحل بصمت، بل أثار الضجة بشكل كبير بسبب ممارسات البعض في حفر الآبار وعدم تغطيتها أو حمايتها، ووجه رسالة قاسية للمجتمع المغربي بضرورة معالجة مشاكل الآبار قبل أن تسبب كارثة في البلد.
وقبل ذلك وفي السعودية كانت ممارسات حفر الآبار الإرتوازية وتركها مفتوحة شائعة، إلى أن خسرنا أرواح بعض الأطفال والسيدات، ومنها القصة التي حدثت في عام 2011 والمعروفة بغريقة بئر أم الدوم، والتي ساهمت في الحفر لإخراجها مع الدفاع المدني إحدى الشركات، نظراً لصعوبة الحفر في أرض صخرية، إلا أن الوضع بعد ذلك تنظم كثيراً، حيث أوقفت هذه الممارسات، ووضعت العديد من الضوابط على حفر الآبار، لحماية العباد من عدم مبالات البعض.
حكاياتنا مع الآبار كثيرة، ولعل المجتمع استوعب الدرس جيداً، وأصبح أكثر حرصاً في هذه المسألة، فكم من روح ازهقت بدون ذنب لها، وكم من قصة ازعجنا سماعها، ولعل المهم أن هذه القصص جميعها قديمة، مما يعني أن معالجة هذا التحدي تم بشكل مناسب، ويدل على أن لدينا همة في قطاعاتنا الحكومية لإنهاء التحديات، وتجنب تكرراها، والحمدلله أننا ولدنا في بلد يهتم بشعبه، تحت راية قيادة حكيمة.
انتهت قصة الطفل ريان في المغرب منذ أكثر من شهرين، بعد أن سمعها وتابعها العالم أجمع، وفي هذا فرصة كبيرة لحث الهمم، على ابتكار حلول جديدة لعملية انتشال من يسقطون في الآبار مع المحافظة على أرواحهم، فربما نشاهد مستقبلاً معدات خاصة تساعد في الإنقاذ، أو طرق جديدة لحفر الآبار تساهم في عدم السقوط فيها مستقبلاً، فالعلم لا يقف عند حد معين.
رحم الله شهداء الآبار لمى وغريقة أم الدوم وريان، وأسأل الله أن يكون ما أصابهم تكفيراً لهم، وأن يرزقهم الله الفردوس الأعلى من الجنة.