عندما زرت اليابان في منتصف عام 1999 لفت نظري أن هناك من يرتدون الكمامة الطبية في الأماكن العامة، ليسوا كثيرون ولكن تلاحظهم، وعندما استفسرت عن هذا الموضوع كانت الإجابة أن الثقافة الصحية في البلد، تحث من يصاب بالأنفلونزا أن يرتدي الكمامة لضمان عدم انتقال العدوى في الأماكن العامة للأشخاص الآخرين.
اليوم وفي السعودية وبعد أن رفعت الإجراءات الاحترازية في الأماكن العامة، وتبقى من الإجراءات فقط ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة، بدأت ألحظ أن هناك من يحافظ على ارتداء الكمامة أيضاً في الأماكن العامة، وهذا التصرف لتوخي الحذر والحفاظ على الصحة، وتجنب الإصابة.
أعتقد أن كورونا علمتنا دروس كثيرة، وحققنا العديد من المكتسبات خلالها، وأرى أن الوعي الصحي، مكتسب مهم يجب المحافظة عليه، واستغلال الوضع للتوعية بضرورة ارتداء الكمامة للمصابين بأي نوع من الأمراض التنفسية، سواءً في الأماكن العامة أو المغلقة، وهذا سيعود بشكل إيجابي على برامج الصحة لدينا.
من الضروري أن تستفيد وزارة الصحة من التوعية الصحية التي صاحبت كورونا وتستثمر فيها بشكل أكبر، وتبدأ حملة توعوية جديدة للمحافظ على المكتسبات الصحية التي تحققت، ففي كل أزمة هناك فرصة كبيرة، إذا استغلت بشكل جيد حققنا مكاسب مختلفة وانتصرنا على العدو الأول في مجتمعنا، وحققنا مكتسبات ستؤثر على انخفاض التكاليف بشكل كبير.
كورونا كانت مزعجة وقاسية، فمن الباب الديني استشعرنا قول سبحانه وتعالي “وما يعلم جنود ربك إلا هو”، ومن الجانب الأسري عرفنا أن الأسرة هي الأهم بعد أن بقينا لفترات محجورين في المنازل، ومن الجانب الطبي ايقننا أن الحفاظ على الصحة قبل الوقوع في المرض أمر في غاية الأهمية، يجب المحافظة عليه.
