من يتأمل ما يقدمه الفنان رابح صقر، يعرف جيداً كيف استطاع رابح أن يكون قريباً من الأجيال، أن يتكلم بلغتهم، ويجاري تغيراتهم، وكيف يستغل ما يحبون ليصل إليه بطريقة فهمهم، ولعل استفادته من التقارب بين احدى أغانيه والتي مطلعها “سي سي سي” ويزيد عمرها عن تسع سنوات و “سيي” الشهيرة لكريستيانو رونالدو أكبر دليل على ذلك، وكيف كان قريب من جميع الجمهور عندما قال عبارة “قبل ولدنا”.
رابح صقر حتى في وجوده على المسرح متجدد، وأنيق في الحضور، ومتكامل في الأداء، ويعرف كيف يوظف الأحداث لمصلحته، فهو يفاجئ جمهوره في كل مره بسلسلة من التجدد، والخروج عن المألوف، والبعد عن الرتابة.
والتجديد يبنى على ثلاث محاور هي (المبادرة، الابتكار، التوازن)، فلا تستطيع أن تكون مجدد بدون أن يكون لديك أفكار خلاقة، وأن تفكر خارج الصندوق، وأن تكون قادراً على التخلص من المؤثرات السلبية، وتستجيب للتغيير، ولا يعني ذلك أن لا تكون متوازناً مع ذاتك في البداية، وتكون الأفكار متوازنة مع المجتمع ليسهل تطبيقها، والايمان بها.
وثالث المحاور هو المبادرة، فلن تستطيع نشر أفكارك بدون المبادرة في الحديث عنها، فالمبادر هو من يحقق النجاح.
وأخيراً تقبلنا فكرة “سي” رابح لأنه قالها بتجرد، وبدون اسفاف أو امتهان للغير، ليتقبلها من الجمهور، فلم أجد أحداً انتقد رابح على ما قال، لأن اللغة التي قالها رابح لم تكن مبتذلة، ولم تقلل من صاحب “سي” الآخر، بل قربه له، ووصفه بأنه أحد أفراد العائلة.
من يتبنى التجديد والتغيير المستمر هو من يستطيع التعايش مع التغييرات، ويحقق النجاح، وهو من يصنع الفرصة ليستفيد منها، ويحقق النجاح.