لم أكن من الذين يعرفون كثيراً عن التطوع، ولا عن فوائده، وأقول في نفسي كل هؤلاء المتطوعين لسنوات خلت يبادرون من تلقاء نفسهم ويتطوعون، بدون أي حافز، وبدون أي مغريات، فما الذي يدفعهم لذلك، إلى أن جاء اليوم الذي أشرفت فيه على أحد برامج التطوع، وهنا كانت المفارقة، وبدأت ألمس معنى التطوع.
خلال الشهرين الماضية شاركت في برنامج تطوعي لأول مره، البرنامج كان أن تقدم خبرتك العملية للمجتمع، من خلال استشارات فردية، والتجربة كانت جميلة جداً واستفدت أنا منها كثيراً، لأقرر بعدها الدخول في أكثر من برنامج تطوعي، بعد أن لمست فوائد التطوع، فأول الفوائد التي جنيتها من البرنامج هو الاطلاع على طريقة تفكير الآخرين، ومعرفة مشاريع جديدة، تفتح لك أفاق جديدة.
من أهم الفوائد التي تجنيها من التطوع هي تطوير المهارات القيادية، فالتواصل مع بالناس، ينمي مهارات التأثير على الآخرين، وتنمي أيضاً الإحساس بالمسؤولية، وهذه الصفات هي التي من المفترض أن تكون في الشخصية القيادية، ومن خلال التطوع تستطيع أن تنمي مهاراتك القيادية، وأن تصمم بعدها الحملات التطوعية التي تساهم في تطوير المجتمع.
ومن أهم الأمور التي اكتسبتها من التطوع هي العلاقات العامة، فالعمل التطوعي يمنحك فرصة للتعرف على الآخرين، فأنت في كل عمل تطوعي كسبت معارف جدد، في مجالات عمل مختلفة، وهذا يتيح للآخرين معرفة قدراتك ومهاراتك العامة، ويساعدك مستقبلاً في البحث عن فرص عمل جديدة.
وأخيراً أكبر فائدة جنيتها من التطوع هي تأدية زكاة العلم، فمن خلال التجارب التطوعية التي مارستها، أعدت تقديم خبراتي بشكل مختلف، وهذا عاد علي بالنفع، حيث تضاعفت المعرفة من خلال اكتشاف الحلول واتخاذ القرارات بشكل مباشر وسريع، فخلال استشارة مدتها (10) دقائق، استمعت لمشكلة، وبحثت في حصيلتي المعرفة عن حلول لها، من خلال الحوار والنقاش، وهذا صقل مهاراتي في هذا المجال.
خلاصة القول “لا تبخل على نفسك وتطوع“.