عنوان هذه التدوينة مقولة سمعتها من داؤود الشريان في أحد البرامج التي استضافته، صوت هذه العبارة لم يتوقف في أذني، فالإذاعة عالم من السحر لم تستطع أن تتغلب عليه كبريات محطات التلفاز، ولا الجرائد ولا المجلات، ولا حتى حلقات البودكاست، وبريقها حتى الآن لم يأفل، تسمعها في كل مكان، وبدون حدود، ولا تحتاج إنترنت أو تقنيات حديثة لتكون متصل بها.
بأقل جهد تستمع للإذاعة، كل ما تحتاجه هو جهاز رخيص يستطيع أن يقتنيه الفقير والغني، الجاهل والمتعلم، يعمل بالبطارية، وبعدها تتنقل بين موجات الأثير، الإذاعة كانت إنترنت قبل الإنترنت نفسها، الإذاعة متوفرة للصغير والكبير أيضاً، تتوفر من خلال التقنية الحديثة وبدونها، ولا تحتاج أن تشغل يديك، أو عينك، فقط تحتاج إلى الاستماع، ومارس ما تحب وأنت تستمع عليها.
ليست هذه التدوينة الأولى ولن تكون الأخيرة التي أكتب فيها عن سحر الإذاعة، فالإذاعة الوحيدة التي ما تزال صامدة مع تغيير الأجيال، وتعدد التقنيات، وهي الوحيدة التي تبقى معك في سياراتك، ولا تتوقع ما سوف يقدم من خلالها، كأنك في حديقة تتنقل فيها بين مختلف الأزهار.
بينما أفل بريق التلفاز والفضائيات، وأفل سحر الجرائد والمجلات، حتى تطبيقات الهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي، لها فترة زمنية وتنتهي، فكل ما ظهرت تقنية جديدة سحبت البساط من سابقتها، إلا الإذاعة هي الوحيدة المتجددة مع كل الصعاب التي واجهتها.
لا أدري هل يأتي يوم ونفقد فيه الإذاعة، الزمن كفيل بذلك.