أدرت المذياع خلال الأيام الماضية، وأنا في رحلة بالسيارة، توقفت عند إذاعة القرآن، شدني عنوان البرنامج، لأقف لأسبر ما يحتويه هذا البرنامج من معلومات، فلم يكن خطاب البرنامج موجه بشكل مباشر للحديث عن الأمور الدينية، ولم يكن أيضاً ببرنامج الفتاوي، وإنما مختلف بطريقته.
البرنامج يحاول أن يكون القرآن نهج حياة، فهو يقدم في كل يوم جزء من القرآن، ليتدبره ويتأمل ضيوف البرنامج، ويقدم أيضاً شروحات في اللغة العربية، بسيطة في معناها، وتنمي الحصيلة اللغوية للمستمع، البرنامج يقدم وجبة إيمانية تأملية لغوية دسمة للمستمع، في أقل من نصف ساعة فقط، اسم البرنامج “أفياء الأجزاء”، وكلمة “أفياء” هي مفردة كلمة “فيء” وتعني “الظل”، وهي من باب حث المستمعين على ملازمة القرآن.
لو نتأمل قليلاً في برامج إذاعة القرآن، لوجدنا العديد من البرامج الهادفة التي تنمي الحصيلة المعرفية للمستمع، سواءً من ناحية دينية أو من ناحية لغوية، أو حتى أخلاقية، بالإضافة إلى أكثر من (50%) من البث مخصص لتلاوة القرآن، فهي غذاء متنوع للروح، وبدون أي إعلانات للقناة نجد أنها منتشرة بشكل جيد.
قناة القرآن الكريم تقدم صورة متجددة باستمرار، فالإذاعة التي بدأت في بدايات التسعينات الهجرية، وما زالت مستمرة، دليل على نجاح في الرؤية والتوجه، ووضوح في الرسالة، وقبول لها في المجتمع، بالإضافة إلى التجدد في المواضيع، فمن برنامج “نور على الدرب” والمستمر من سنوات، إلى البرامج الجديدة مثل “بك أصبحنا”، وهو برنامج منوع ومتجدد ولكن برؤية إسلامية واضحة.
في اعتقادي أن الوقت أصبح متاحاً لوجود اذاعات متخصصة مثل إذاعة القرآن، فلماذا لا يكون هناك إذاعة متخصصة في اللغة العربية، تحاول أن ترفع من مستوى العلم النحوي بين المجتمع، واستمرار مثل هذه القنوات المتخصصة، يحتاج لغة بسيطة وسهلة يفهمها الجميع.
أستمع لبث هذه الاذاعه بشكل مستمر منذ سنوات عديدة ، ادارة ناجحه و مذيعون بارعون و برامج هادفه هي زاد مثمر في الطريق الى الله .
شكراً لك أخي ابا سطام على هذا التدوينة الرائعه..