تكرعت كوباً من اللبن البارد ولكن هذه المرة ليست بعد طبق من الكبسة الفاخر فلم تعد تحلو لي بعد أن زادت قائمة المحظورات على سفرتي لدرجة أنني أتعب في إيجاد ما آكل، فهل يا ترى سأشرب كوباً آخر قبل أن أحرم طبياً منه، لن أفكر lمطلقاً في ذلك سأبدأ بالعزف المنفرد على أوتار الأحلام، وصوت الناي أجمل وأرق من صوت فيروز مع تغريد العصافير في الصباح الباكر، فربما ربط الريال بالدولار هو السبب الحقيقي في عدم ثقة الأطفال بالريال، أتذكر عندما كنت أصغر وأوسم وأحلى وأشيك (مصدق على باله) كان الريال يشتري لي كل شيء من علبة العصير إلى “السيكل”، والآن لم أعد أسمع “أبغى ريال” فقد تطور الوضع من “بخمسة ريال” إلى العشرة، ولم يمر إطلاقاً على العشرين وإنما تجاوزها مباشرة إلى الخمسين، أعتقد أننا وصلنا لعصر الخمسمائة..
فكرت مراراً وتكراراً ليس من منطلق صحي هذه المرة.. هل أستطيع أن أشرب كوباً آخر من اللبن أم أنها المرة الأخيرة فالجشع البشري أصبح ميزة هذا العصر بعد العولمة والانفتاح والإنترنت، وبعد طول تفكير كان قراري أن أشتري بقرة، فيبدوا أنها أفضل خيار اقتصادي بعد أن أصبحت الحياة لا تطاق فسابقاً كانت السلع متوسطة الجودة سعرها في متناول الجميع، أما الآن فالسيئ لا يطاق سعره، ولكني وقعت في معضلة المكان فأين سأضعها؟..
– أمام باب العمارة!..
* “خلك عاقل يا أبو الشباب جارك سُرقت سيارته المغرب ولا أحد عبره.. وهذي بقرة تمشى ورى البرسيم”..
– سأربطها بباب الشقة!..
* “نسيت يوم دق عليك واحد الساعة ست الفجر وروع أهلك مسوي نفسه هندي”..
– إذاً ماذا أفعل؟
* “المجلس خصصه للبقرة.. والله يعينك على الريحة..”
– فعلاً “المجلس” هو المكان المناسب بجانب جهاز الحاسب..
* “بس يا أبو الشباب.. من بيحلب البقرة؟!”..
مشكلة أخرى أعقد من مشكلة الشرق الأوسط، فالمدام “أم عصرية” وليست “أم تقليدية”، يبدوا أن “البقرة” ليست الخيار المناسب، هنا لا بد أن أترك فراشي وسأبحث عن نتائج المقاطعة ربما أسمع ما يسرني.
اتجهت إلى الركن المجاور وسألت صاحبي “السوداني” المحاسب عن أخبارها حتى صدمني بأنه لا يوجد هناك أي تأثير لها فنسبة المبيعات لم تتأثر.
أوجست في نفسي خيفة فالإنترنت تروج لنجاحها على كافة الأصعدة، سأرى السوبر ماركت الكبير فصاحبي “اليمني” سيكون أصدق معي، إلى أن أحبطني بإجابة دبلوماسية بأن تأثير المقاطعة كان في أول يومين فقط ثم تأقلم الناس مع السعر الجديد، يا إلهي بدأ راسي بالدوار هل “المقاطعة” سلاح العاجز!..
– الثالثة ثابتة كما يقال سأذهب إلى صاحبي “الهندي” ربما أجد عنده الإجابة الشافية..
* لحظة “سوداني.. يمني.. هندي..” طيب أين السعودي..
– عاطل عن العمل في بلد العمل!
* “والسعودة”..
– أحلام اليقظة بعد كوب لبن وهو مشتق من لبنان..
* “على ذكر لبنان ما سمعت نجوى كرم في انطلاق ستار أكاديمي وهي تقول ’من سانتر هالأرض بلبنان نتطلع للسماء’ ”
– شكلها نصراوية تدق على “سامي الجابر”..
كانت إجابة صاحبي “الهندي” مشابهة لغيره وأنا في حيرة من أمري ما العمل؟!، إذاً “سأشتري بقرة!”، وسأحلبها بنفسي وسأصنع لبناً وقشطاً وجبناً، وسيكون لدي فائض سأوزعه على الجيران..
* “بلا جيران بلا هم، ليش ما تبيعه”..
– اتفقنا سأبيعه بريال لأعيد الثقة بالاقتصاد..
* “ليت كل التجار مثلك”..
– وعندما أشتهر سأبيعه بأربعة ريالات..
* “حتى أنت يا بروتس”..
بصراحة جيت على الجرح ذكرت اكثر من موضوع في مقال واحد وبإنسيابية تامة (الغلاء – البطالة – ربط الريال بالدولار – ستار اكاديمي – سنترة سامي الجابر …)
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي العزيز محمد هذا المقال جميل جدا في فكاهته و عميق جدا في مضمونه ، فعلا نحن يجب علينا ان نقف بحزم مع انفسنا قبل ان نطلب من الاخرين ان يقفوا معنا، الناس اليوم تريد ان يصلح حالها من غير ادنى عمل يقومون به و اذا اراد احدهم ان يعمل شيئا واجهوه بأن هذا من المستحيلات و و الى ان يضجر و يترك عمله الذي بدئه ثم يقولون “قلنا لك من البداية ما سمعتنا و ها انت تتركه بعد ان فشلت في الاخير” و ان واصل و نجح قالوا له “ضربت حظ” و “بطل” و “مغامر ناجح” ، اخي العزيز لم اجد في مقالك الا تأكيد على أن التعاون يسهل العسير و يقوي الضعيف و يكمل المتعاونون بعضهم بعضا ، الانانيه مسلك خطير و جريمة في حق الفرد و المجتمع.
لنتعاون و ليشد بعضنا على يد الاخرين لنرتقي و ترتقي مجتمعتنا و “الريال الي طاير مع الريح امسكه و اصفطه بالنصف و حطه بجيبك و استريح” و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على اله و صحبه .
مساء الخير ،،،
أعجبني التسلسل في سرد المقال وربطه مع بعض من خلل روح الفكاهة والإبداع وإنتقاء المفرادات والمواضيع وإيجاد الحل الوحيد للمواجهة غلاء السعر بشراء بقرة الحل الوحيد مهاجمة جشع التجار وتداخل ……!!!!! التي ظلت نايمة لسنوات طويلة ……
ماشاء الله عليك يامبدع ،،،،، استمر في هذا الطرح ..
إبداع!
مبدع في الطرح ! و كلنا معك .. سنشتري بقرة :S
غلاء الأسعار الآن، كغلاءه قبل 10 سنوات أو أقل، كما حصل سيحصل الآن و لن يتغير شيء!
إلا اذا طلع واحد تاجر حبوب يبيع لنا بأسعار أرخص من السوق D: و هذا يمكن مستحيل أو حلم !
ظاهرة منتشرة الحين، تسأل عن بيض دجاج لبن .. في الجمعيات يقول مقطوع و بس يباع في الأسواق الخاصة ! والله حالة .. و الله يكون بالعــــــــــــــــــون ..
و بالمناسبة السعودة = التكويت مادري التوطين .. حكي فاضـــــــــــــــــــــي!
تحياتي لك أخ محمد
مشاء الله عليك كلامك في الصميم ومعاك حق في كل كلمه قلتها لكن ما فيه حل الا محاربة جشع التجار سواء بالمقاطه ونحوها
أعتقد أنك ستواجه عدة مشاكل مع هذه البقرة المسكينه
البرسيم ! لا أعتقد أنها ستقبله إلا إذا ارتفع سعره هو الآخر !
ستحتاج إلى الحشائش التي أعتقد ان الحشيش أصبح أرخص منها !
ستحتاج إلى مياه معدنية لكي ترد هذه البقرة الحلوب لبنا معدنيا يحقق أرباحا عالية !
ولا تنسى أنها في حالة تهور قد تطلب منك شقة مفروشة !
أعتقد أن الخيار الأمثل هذه الأيام هو نخلة وبئر ماء !!!
تحياتي لك ولقلمك
فهد: شكراً لمرورك..
عبدالعزيز ناصر: أتفق معك في كل ما قلته..
حنين: شكراً على مرورك..
مي: مغلوب على أمرنا فماذا نفعل..
غلا: سيظل جشع التجار هو السمة الأبرز لهذا العصر فلم يعد هناك رحمة ولا تعاطف ولا حتى احساس بالمسئولية نحو المجتمع..
عابر سبيل: أخشى أن تطلب البقرة دلال دينيمركي وتطلب طبق من الحلوى الفاخر عندها ساذبحها وأوزع لحمها على الغلابا..
ياعزيزي تكت ايزي المشكله اذا مرمضت البقره وين الطبيب وهل تكلفة العلاج تساوي التوفير المهم الله يوفقك وماتنسنا من الحليب حنا جيران قبل كل شي المهم خلك رياضي تحياتي
عزيزي وين رايح
بقره مره وحده
طيب اقووووول ابا بالتدريج
عنزه ثم نعجه ثم ناقه ثم بقره
بس الحلووووووووووه السنتره من زمان عنها
عموما
اجدك كاتب لذيذ جدا واتمنى لك التوفيق
ابو زيد: جاري العزيز أنت متحمل ازعاجي وبتتحمل ازعاج البقرة
سفير الحزن: ما ينفع التدرج رفع الاسعار كان مرة واحدة