الفن والدعوة

«الجمال شقيق الأخلاق، فإذا كان عمل فني ما، فنياً حقيقة، فهو أخلاقي بالمعنى نفسه» هذا ما قاله الشيخ الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى حسب ما أوردته جريدة الحياة في عددها الصادر يوم الجمعة في خبر عن افتتاح ندوة «الأدب والفن في خدمة الدعوة»، والأجمل ما قاله الشيخ الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية عندما حذر الدعاة من العزلة والحصار إن هم ترددوا في استخدام الوسائل الفنية الحديثة في الدعوة، «وتخلفوا عن ركب التنافس العالمي على اصطياد العقول والقلوب».

عندما قرآت الخبر في الصحيفة اتي أعتبرها من أكثر الصحف قدرة على الصياغة الصحفية الحقيقية التي تثري العقول، عنها تذكرت موضوع نشر من سنوات في جريدة الرياض في صفحة تقنية المعلومات عن استخدام أحد الدعاة المسيحيين لملعب كرة قدم مجهز بأحدث الوسائل التقنية من أدوات صوت وشاشات بلازما وعروض فنية من أجل أن يجب أكثر عدد من الشباب للحضور والاستماع..
جميل أن نستخدم الفن والتقنية لخدمة ديننا وإن كنت أرى قبل ذلك أنه من الضروري ترشيد هذا الاستخدام أولاً، عن طريق وضعه في قالب يسهل عن الجميع فهمه وتحديد ما هو مقبول وما هو غير مجدي..
من وجهة نظري وأنا أشاهد تجربة قناة المجد الفضائية فهي جيدة من ناحية مجارات الفكر فهم خير من يعرف كيف يتعامل مع العقل البشري، وإن كنت لا أحبذ أن نعامل المرآة كأنها فتنة مطلقة، فلماذا لا تظهر على الشاشة بكامل حجابها، هذا الأمر يحتاج إلى تحديد وتقنين، لا أن يترك لإجتهادات فردية، فعندما نرى قناة الرسالة والمشرف عليها شيخ معروف وله صيت واسع في الدعوة إلى الله وهو الشيخ طارق السويدان نقف محتارين بين هؤلاء، ولا ندري أين الوسط بين الصوت والصورة..
وتجربة أخرى وهي تجربة شريط النشيد الاسلامي فعندما تسمع للضبعان أو المهيدب أو حتى ميس تعرف كيف يستطيع هؤلاء استمالة الأطفال بكل بساطة وبعيداً عن الانغماس في داخل وحل العبارة، بأسلوب وصوت ولحن يجلب العقول والقلوب، ليكون وقع النصيحة أشد تأثيراً على الصغار..
شدتني فكرة الدوة وشدني أيضاً فكر مشايخنا الأفاضل، ولم يعجبني عدم حضور أهل الفن لهذه الندوة، فهل المتقوقعين هم أهل الفن؟.

سجل أعجابك

أعجبتني

غير معجب