رحلة: أمام الحرم .. 1 – 3

لظروف ما اضطررت للسفر إلى جده نهاية الأسبوع، وكانت بصحبتي الأسرة، وبطبيعة الحال لم أفوت هذه الفرصة على نفس، فمؤخراً لم أعتمر منذ ما يزيد عن العامين، فقررت أداء العمرة.

أول الأمور التي انزعجت منها هو تأخر تأكيد الرحلة، مما اضطرني إلى الذهاب إلى المطار ليل الثلاثاء، وبعد محاولات عديدة صعدت إلى الطائرة بعد منتصف الليل.
وصلت جده وحاولت في المطار أن أعدل حجوزات العودة لكن للأسف الشديد موظفي الخطوط لم يكونوا جيدي التعامل، استأجرت سيارة، وبحثت عن وجبة طعام لابنتي ولكن العاملين في مطاعم المطار لا يعرفون أن هناك مسافرين بعد الثالثة فجراً.
في طريقي إلى مكة كنت أبحث عن مكان جيد لنأكل، وما إن وصلت إلى ماكدونالدز حتى نامت الطفلة، واصلت طريقي إلى مكة، كنت أريد أن أوقف سيارتي في مواقف كدي، فلم يعترضني أحد ولم أعرف كيف الطريق إلى هناك، ولم أجد نفسي إلا والحرم أمامي والإمام في الركعة الأخيرة من صلاة الفجر.
أوقفت السيارة في إحدى الحواري القريبة من الحرم وحملت الطفلة، داخل الحرم لم استطع أن ابقيها نائمة، أيقظتها ويبدوا أنها ذهلت من منظر الكعبة وكثرة الطائفيين بالبيت العتيق، تناوبنا على حملها حتى نكمل العمرة.. ويبدوا أن الطائفيين حول الكعبة انشغلوا بملاعبتها وإعطائها قطع الحلوى عن الدعاء والتضرع.
انتهى الطواف على خير، خلف المقام صلينا ركعتين، كانت الطفلة خلالهما وقبل ذلك أثناء الطواف هادئة على غير عادتها والحمد لله على ذلك، بدأ السعي وانتهى على خير، فمن الصعب أن تحمل طفلة في الحرم..
في كل مرة أنهي فيها العمرة، أقرر أن المرة القادمة لن أتحلل من إحرامي وأحلق إلا في جدة، ولا أنفذ ذلك لخوفي من أن أقع في المحظور قبل الحلق، فمحلات الحلاقة القريبة من الحرم بحاجة إلى تنظيم ونظافة، وجودة وإتقان للعمل..
عدت إلى جدة فخلال حياتي السابقة لم أتذكر أنني مكثت في مكة أكثر من العشر ساعات، دائماً أفضل أن أنهي العمرة وأترك المكان لغيري كنوع من تخفيف الزحام، لا أدري هل أنا على حق أم لا؟.
في طريق العودة إلى جدة لم أجد مطعماً جيداً لنأكل، وما إن وصلت هناك وعثرت على مطعم إلا والطفلة تغط في النوم، شعرت في ألم يعتصرني.. بحرقة في صدري.. بحثت عن سكن بعد أن أخذ الإعياء مني كل مأخذ، وجدت سكن جيد، وطعاماً نظيف، حاولنا أن نوقض الطفلة ولكنها فضلت النوم على الأكل..
السكن كان قريباً جداً من الكورنيش الأوسط، في الساعة الخامسة عصراً انطلقنا إلى الكورنيش وقبل ذلك توقفنا عند مطعم شامي، ابتعت قليلاً من الفطائر ومن ثم جلسنا نستنشق هواء البحر العليل ونشاهد غروب الشمس وأمواج البحر تطفئ لهيبها..

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

أعجبتني

غير معجب