الخنازير والوعي ووزارة الصحة..

تزايدت عدد الإصابات بفيروس أنفلونزا الخنازير في بلدي إلى درجة عالية، وزادت أيضاً عدد الوفيات، أدعو الله أن يحمينا وإياكم من هذا المرض وأن يقينا شره..
السؤال الحقيقي الآن هل وزارة الصحة وحدها هي من تتحمل زيادة عدد الإصابات؟..

قد يبدوا السؤال غريباً.. خصوصاً وأن خدماتنا الصحية نجحت فقط في فصل التوائم القادمين من الخارج، أما بقية الخدمات فهي تراوح في نفس المكان، ولكن دعوني أتذكر معكم موقف حدث لي منذ عدة سنوات، فعندما زارنا أحد الأقارب من المدينة المنورة، هو رجل كبير في السن، لم تشأ الظروف أن أقابله أول ما قدم ولكني قابلته بعد يوميين، سلمت عليه مصافحة، حاول أن يكون السلام سعودياً ولكني قلت له أني “مزكم”، في اليوم التالي عاتبني والدي على ذلك، لأن قريبنا وببساطه لم يدع أحداً إلا وقال له محمد يرفض السلام علي..

في تلك اللحظة عندما سلمت عليه حاولت أن أكون واعياً لا أوزع فيروس الأنفلونزا مع القبلات، ولكني صدمت بقلة وعيننا، وتقبلنا للعدوى أمام عدم التنازل عن كبريائنا..

عندما كنت في اليابان كنت أشاهد صباحاً كيف يضع من أصيب بالأنفلونزا الكمامة على وجهة حتى لا تنتقل العدوى بين الجميع في القطارات أو الباصات، أما عندنا فالشخص السليم يطالب أن يضع الكمامة على وجهة حتى لا تنتقل العدوى له..

أنا لا أعفي وزارة الصحة من تزايد أعداد الإصابة بالمرض، ولكننا نحن نتحمل الجزء الأكبر من الانتشار، فأنا متأكد أنك لاحظت خلال السنوات الماضية وقبل أن نسمع بهذا المرض كيف يحضر زميلك المصاب بفيروس الأنفلونزا للعمل وربما يجلس على مكتبك ويستخدم حاسوبك، هو غير مبالي بأن تنتقل العدوى لك، وأنت لا تحرك ساكناً تجاهه..

نعم رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم قال “لا عدوى ولا طيره”، ولكنه قال أيضاً “المؤمن كيس فطن”، فهلا تحلينا بقليل من الوعي؟..

2 قراء تعجبهم التدوينة.

أعجبتني

غير معجب