لم أحاول سابقاً أن أرد على من يدخلون في نيات البشر وما بداخل قلوبهم، لأنهم يقولون أشياء لا أعتقد أنها موجودة إلا في عقولهم وحدهم، فعندما تحدثت عن خواطر الأستاذ أحمد الشقيري في تدوينة “الأسرة.. التربية.. التعليم.. يا أحمد الشقيري!” كان الهدف هو الإضافة والإفادة وتحديد مكمن الخلل الذي نعاني نحن منه ويزيدنا نزفاً، والتشجيع على العمل لتحقيق ذلك بعيداً عن التنظير..
لا شك أن حلقات برنامج خواطر لهذا العام حركت شيئاً كثيراً في قلوبنا، قدم فيها الأستاذ أحمد الشقيري أمامنا أمثلة عن الأخلاق الحميدة التي من شأن أي شخص التقيد بها وتطوير نفسه، وحاول أيضاً أن يضع المقارنة أمامنا في أمور قد يعجز الفرد عن تنفيذها لوحده، وقدم أمور لن نستطيع أن ننفذها بدون تخطيط من المسئولين وأصحاب المال والنفوذ..
هو أبدع في برنامجه وهذا الأمر لا يختلف عليه إثنان، ولكن دعوني أضرب لكم مثلاً بسيطاً وأتمنى أن تتأملوا جوانبه بشكل إيجابي بعيداً عن كيل التهم للأخر التي تزيدنا تخلف على تخلفنا، فعند عرض حلقة النفايات في برنامج خواطر شاهدنا نظاماً متكاملاً أمامنا، وربما لم يعرض علينا بشكل كامل، فشاهدنا كيف تجمع النفايات؟، وكيف يتم التخلص منها؟، والمستحقات التي يجنيها العامل في هذا المجال وأين يسكن؟، وهذا كله لا يستطيع أي فرد منا تنفيذه بدون أن تتدخل الحكومات وتضع النظام والطريقة والأسلوب، بينما لم تستعرض الحلقتين كيف تفرز النفايات في المنزل الياباني والذي يستطيع تنفيذها كل فردٍ منا في منزله، فالنفايات في المنزل تفرز بحيث توضع الأمور التي يمكن تدويرها مثل البلاستيك والزجاج والمعادن في أكياس لوحدها، أما بقية النفايات والتي لا يمكن تدويرها يخصص لها حاويات مستقلة، بالإضافة إلى ذلك في كل المحلات التجارية والأماكن العامة هناك حاويات خاصة بالبلاستيك وأخرى بالزجاج وأخرى للبقية النفايات، فهل يا ترى نستطيع أن يبدأ كل شخص منا بتنفيذ ذلك في منزله، ويكون إيجابياً..
أتذكر عندما كنت صغيراً ومع بداية عصر النهضة في عهد الملك خالد رحمة الله كيف كانت أكياس وحاويات النفايات توزع على المنازل من أجل أن ينتقل المجتمع من مجتمع بدوي إلى مجتمع حضاري، وبالفعل تحقق ذلك فاليوم لا توزع على منازلنا أكياس وحاويات النفايات وإنما نقوم نحن بشرائها، لأنه وببساطة بالتوعية والعمل والتنفيذ تغير فكر البشر وأنخرط في الحضارة، ولا شك من أنكم تعرفون كيف كانت الجهود قبل ذلك الوقت تسير بخطى متسارعة لتوطين البادية فلا بد مع التوطين من تعلم لمعاني الحضارة..
أمر آخر عندما تحدث الأستاذ أحمد الشقيري في خواطره عن الزر الذي يوجد في مرحاض الحمام ويصدر صوت فلاش لكي لا ينزعج الشخص المجاور من هذا الصوت، ومن المعروف أنه لا يكون هناك شخص مجاور إلا في الحمامات العامة وحمامات العمل، بالنسبة لي ففي العمل قبل أن يستخدم أحدنا دورة المياه عند الوضوء لبدء مشرع ما نستخدم جهاز التجفيف ولا شك أنكم تعرفون حجم صوته لكي لا يحرج الشخص الموجود في الحمام وبالعامي لكي يأخذ راحته، وهذا يدل على أن الرغبة في عدم إزعاج الغير موجودة والرغبة في عدم إحراجهم أيضاً موجودة، ولكن لا توجد أداة في دورة المياه الداخلية لكي نستخدمها، فكيفنا الأدوات الموجودة في الخارج لتحقيق ذلك، فهل نستطيع نحن إنتاج وتصنيع هذه الحمامات؟، ولماذا لا تقوم الشركات الموجودة حالياً بتوفير هذه الميزات في حماماتنا؟، فهذا الأمر لن يستطيع تحقيقه أي فرد بدون عمل جماعي..
بالنسبة لي سفرتي لليابان والدراسة هناك غيرت كثير من أموري الخاصة والعامة، وعلمتني أكثر من ذلك، علمتني الصبر، وقد تحدثت منذ أكثر من سنة في مدونتي ونشر في مجموعة أبو نواف البريدية عن عدة أمور في الثقافة اليابانية فكانت تدوينة “حتى اليابان يراها المكفوفين ونحن لا نراهم!“، وتدوينة “ذكريات عيد الحب..“، وسأستمر في ذلك، ولكن ليس المطلوب مني ومن الأستاذ أحمد الشقيري الكلام والتنظير فقط، وإنما العمل أيضاً، والعمل مطلوب من جميع أفراد المجتمع، من الدول والحكومات، من الشركات والمؤسسات، من الجميع، أما أن نصفق لبرنامج خواطر على نقله للتجربة اليابانية بعد أربعة مواسم من خواطر والكلام المتواصل بدون عمل فهذه هي المأساة..
وختاماً:
فالنعمل جميعاً إذا أردنا أن نرتقي..
اخي الكريم محمد المخلفي ..
الحديث النظري مهم لتوضيح الفكره وتسهيل فهمها ..والعمل التطبيقي اهم لترى الفكره النور
وتنتج منها فائده تفيد الانسان اولاً والمجتمع ثانياً…
مدونتك راقت لي لجميل ماتكتب فيها …وساكون من زوارك دائماً ..
دمت بخير …
قرأت مقالك من خلال قروب ابو نواف..
واعجبني ردك.. وايضاً نسخته وارسلته لكل من عندي..
ولا تتأثر بمن يقرأ من غير ان يعي ما يقرأ..
أو يرى من غير ان يشاهد بحق..
فهؤلاء وضعوا انفسهم محامين مهاجمين..
فالنصر بنظرهم في الهجوم.. ولا يهزك ريح..
كلام راقي وعين العقل.. وبارك الله فيك..
وجزاك الله خير.. فأنت اوضحت الصورة..
وبالتوفيق ان شاء الله..
اعجبتني مدونتك.. والله يعطيك العافية..
صراحة انا ما شفت برنامج احمد الشقيري هذه السنة لكن اعتقد ان هذا الرجل يعمل بإخلاص
اتمنى ان نستفيد من الشي الجميل في التجربة اليابانية
بسم الله الرحمن الرحيم
ماشالله عليك اتضح لي كما قلت انك درست في اليابان وعايشتهم
لكن ممكن تنقل لنا ايجابيات ذلك الشعب المتطور كما نقلها لنا أخونا أحمد الشقيري وتنقل لنا
مارأيت ولم يعرض و أعتقد انه كثير لكن أعطنا أشياء لعل وعسى تغير من مجتمعنا الذي يعيش
مآساة التخلف 🙂
بوح القلم: سعدت بوجودك..
أم الذوق: سأعمل بنصائحك، وأشكرك على تعاونك معي لايصال الفكرة لأكثر عدد ممكن..
فهد: شكراً لك..
أبوعابد: هذا ما أحاول أن أقوم به، وإنشاء الله أنفذ المزيد..
سعدت جدا بمقالك هذا ….
لكن لي نقاط اختلف معك فيها ……
أولا : بدأت مقالك بنظرة تشاؤميه … والافضل ان تتفائل … لأنها اول خطوة في التغيير …
ثانيا : انت تنتقدت احمد في انه نقل لنا التجربه اليابانيه الرائعه … لكن بدون تطبيق .. ولكن ماذا عسى احمد ان يفعل غير هذا .. أنه شخص واحد .. وليس بمجموعه …..
لقد أجتهد بما فيه الكفايه .. وبدأ بمسك السلسله الاولى .. في التطور
والتنميــــه .. والرجوع الى الاخلاق الاسلاميه التي كدنا أن ننساها ..
والدور الباقي علينا نحن … (( المجتمع ))
دورنا .. التوعيه .. يكفي من هذه الحلقات التي تعرض ..
انها توعينا على مانحن عليه من تخلف .. وتقصير كبير
وهذا .. هو منتهى الهدف …
لأن المجتمع اذا توعى وتفتحت اعينه .. على الاخطاء الكبيره والصغيره ..
فأنه من تلقاء نفسه سيتغير …
نعم سيتغير ..
لكن لاتتوقع ان يتغير بين يوم وليله … !
يحتاج مجتمعنا لسنوات ربما تصل الى عشرون .. او ثلاثون سنه … !
ولاتستغرب .. لأنها سنه كونيه .. (( سنه التدرج )) في التغيير …
وأخيرا … أن الله لايغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ….
علينا اولا ان نتقبل انفسنا وعقلياتنا ومقدراتنا …
ونتفائل بالمستقبل … ونشرع في التغيير ..
ونخطو الخطوه الاولى التي حتما ستصلنا الى الالف ميل ….
بارك الله فيك وفيما كتبت ……
أختك … أشواق
أقدر للكاتب المرسل هذا التوضيح المفيد ،،، حيث طالما احتار فكري في كيفية وصل اليابانيون إلى هذا المستوى من الإلتزام والإنجاز والإنضباط الرائع . بالمقابل وبالنظر إلى واقعنا نرى أننا نحتاج إلى عقود لإنجاز جزء منه فمجتمعاتنا تحتاج لإعادة بناء من الأساس سواء في التربية و التعامل مع الغير والأهم الشعور بالمسؤولية ومراقبة الذات واحترام ملكيات وحريات الغير .
أتمنى أن نتمكن قريباً من البدء على الأقل بشيئ يوصل لمواصفات هذه الحضارة اليابانية ونحن المسلمين الأولى في أن نتسم بها.
تحياتي ،،،، لأهل الكوكب الآخر … وكل الإحترام والتقدير لجهود الأستاذ أحمد الشقيري المميزة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
لا اريد كثرة الثرثرة هنـا .. لانــنـا جميعـا متفقون على -العمـل وبــذل الجـهد للوصول للثريا والأفق كما كنا سابقاً في عــام النهضــة الاسلامــية – ,
وقد سبق لـي التعليق على مقالك بـ مدونة- ابو نواف-
بارك الله فيك ..
وا اعذرنا شديد العذر , استاذ المـخلفـي , ان كنت اسأتٌ الادب معك في -موضوعك السابق- ومن كان يعقب من اخوانـنا هناك ,
من ضمن حلقات خواطر لا اعرف العنوان بالضبط الا انها تتحدث عن الأمـــن باليابان وكيف ان الشقيري سأل متعجباً : اطفالكم يقطعون الكيلوا واكثر الى الحديقة لا يرافقهم احــد ؟ فأجابت السائلة اليابانية: نعم لماذا الاستغراب الايواجد ذالك في بلادكم ؟
لكنني هنا اعلق على هذه النقطة ان اسباب انعدام الامـن في بلادنا ومصر عدم تطبيق الشريعة كما يجب ..
مثلاً لو اختطف احد باليابان طفلاً يابانياً لرأيت رأسه في قمامـة وذراعاه في قمـامة أخرى لهذا انتشر الامن هناك الخوف من القانون ,
لكن في بلادي العربيـة المبـجلة لايــتم التطبيق الحاسم لهاذا الأمـر المخزي ..