لم أختر المكان الذي ولدت فيه، ولو خيرت فلن أختار غير المكان الذي ولدت فيه فعلياً، هذا العشق الذي ربطني بهذه المدينة منذ أن سقط رأسي لأول مرة فيها إلى اليوم، لم أمنحه أي مكان آخر حتى اليابان التي إحترمتها وعشت فيها، وكانت لي مع جزرها أوكيناوا وإيشي قاكي ذكريات جميلة لم أعشها في أي مكان آخر..
كانت صرختي الأولى في جده، في مكان يعرف معنى الحضارة التي لم تكن موجودة في أي مكان آخر في السعودية، حتى مع وجود أرامكو في الشاطى الشرقي.
كان لساحلها نكهة خاصة، ولنسيمها رائحة منعشة، أخذت من إيمانيات مكة لتصبح الميناء الاسلامي لها، ومن وفود الحجيج تنوع أفكارهم وتفتح بصائرهم لتصبح أكثر مكان متفتح في السعودية، ولكن البحر لم يمنحها فقط نسيمه العطر بل أعطى من خصاله لمن يعمل فيها صفة الغدر لهذه العروس، ولا تستطيع الأيام أن تمحو هذه الصفة منهم..
حتى وإن قالها أحد الشعراء الشعبين بأنها ليست كما وصفت بالإختلاف التام بعبارة “جده غير” تبقى مختلفة عن الجميع ببساطة سكانها، وبترحيب حتى رجال المرور بك قبل أن تصل لمدخلها، فمع مغادرتك لحدود المنطقة الوسطى حتى وأنت تقود سيارتك بأعلى من السرعة المسموح فيها لا يقول رجل المرور لك إلا “إرحم نفسك يا ولدي”، ولا يحاول أن يمنحك مخالفة مرورية إلا في الحالات القصوى التي تهلك الروح..
جده تستقبلك بلهفة المحب، وتحتضنك بحنان الأم، غادرتها وأنا لا أعرف كيف أمسك بالقلم، فلم أتحلى بالوفاء لها وإنما أخذت من بحرها صفة الغدر فلم أعد إلى زيارتها إلا وأنا أحاول التمسك بالقلم، كان معي زميل عزيز أخذ من البحر نفس الخصلة أيضاً بالرغم من أنها زيارته الأولى لها، أقسمت له ونحن عائدون بأني لن أسافر معه مرة أخرى، ليبقى الصمت هو سيد الموقف طوال رحلة العودة إلى الرياض..
والآن ها أنت يا جده تغرقين..
بذنوبنا..
بغدرنا..
فمن يحاسبنا؟..
الله المستعان !
الله يرحمنا برحمته ويفك عن أهالي جدّة كل ضيق وهم
الله يلطف بحالهم
– الله يرحم من مات في كارثة جدة ويصبر اهلهم
– الله يجازي من كان السبب في هذه الكارثة
– الشكر لله ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله على متابعته للموضوع وتعويض اهالي المتوفين والمتضررين
– بصراحة جدة من زمان واهلها يشتكون من شوارعها التعبانة ومن تصريف مجاريها ويمكن يكون هذا احد الاسباب لعدم حبي لجدة
الله يرحمهم يارب
شي محزن للاسف ..
باذن الله الي كآن السبب فيهآ يتعاقب .
اخرت الاهمآل والنصب
وهذي عواقبهآ 🙁
نسآل الله السلامة وحسن الخاتمه
الله يرحم الأموات ويصبر أهاليهم … ويعين المتضررين
ويجازي كل من كان له يد في اهمال الأمانة 🙁
……
وأتمنى أشوف جدة احلى من الأول يإذن الله