قبل أيام كتبت تدوينة بعنوان “آه يا زمن” تحدثت فيها عن عروض فريق سبيستون في “مجمع الرياض قاليري”، بالأمس توجهت إلى المجمع مرة أخرى ولمست عدد من التغيرات في طريقة العرض، واستغربت لماذا بدأ العرض الثاني على غير عادته باهت جداً، أرجعت سبب ذلك إلى التصوير التلفزيوني، ولكن العرض الأول كان جيد؟ فما السبب يا ترى؟..
ضايقني التصوير وأويت إلى ركن بعيد هروباً من العدسة، أمامي مجموعة من النسوة يحجبنها عني، ومع أن ذلك كان عادياً في العروض السابقة التي حضرتها بل وأكون أقرب إلى تجمع النسوة، إلا أن رجل الأمن جاء يحادثني ويقول “هنا منطقة نساء”..
استغربت ذلك منه وقلت “ألا ترى أن بيني وبينهن أكثر من ثلاثة أمتار!”..
رد بطريقة مختلفة وقال “أعلم ذلك ولكن الهيئة اليوم في المجمع وهم لا يعلمون ذلك؟”..
تركت الركن الذي كنت فيه وابتعدت مفضلاً الاستماع على الاقتراب، إلا أنه طوال العرض كانت نشيد واحد فقط يعاد وأظن أني سمعته في قناة المجد وهو “يا ألي تبغى المتعة شارك معانا”، ومجموعة من المسابقات، سابقاً كان العرض الثاني في غاية المتعة، أغنية بالدف لفريق سبيستون مصحوبة برقصة من فريق العمل والذين يرتدون الشخصيات الكرتونية، وبين الأغنية والأخرى مسابقة طريفة، وزال تعجبي عندما رأيت أعضاء الهيئة وهم يتجولون بالقرب من منطقة العرض وبصحبة أحد مسئولي المجمع..
بعد إنتهاء العرض ساعدت الصدفة وحدها على أن ألتقي بالمسئول الذي صاحب أعضاء الهيئة، وسألته “هل رحلوا؟”، أجاب بالإيجاب، عندها سألته “ألهذا كان العرض باهت؟”.. ابتسم.. تلعثم.. وقال الأغاني بالدف فقط..
أكملت جولة التسوق وفي أحد ممرات السوق هناك يد تمسك بذراعي وصوت أنثوي يحادثني.. ارتعبت.. أبعدت يدي!.. تنحيت بكل سرعتي إلى الجانب الآخر.. الصوت من بعيد “لا تخاف.. من لعب عليك وقال تشبه مهند.. كنت أبغى خويتي”، أمسكت يد زوجتي وأكملت جولتي..
من سفري تعلمت أن لا أتعامل مع أنثي إلا في حدود العمل، تعلمت أن لا ألمس أنثى حتى وإن كان للتنبيه، لأنها من الممكن أن تتبلاك بكل سهولة، فكيف وأنا هنا..
بعد وصلت الرعب تلك أكملت تسوقي وعندما بدأ العرض الثالث سمعت الأغاني بالدف وشاهدت فريق سبيستون يرقص مجدداً، لم أكمل العرض فضلت المغادرة..
عند بوابة المجمع ينتظر على الكرسي سائق اندونيسي وآخر هندي.. تتوقف أمام البوابة سيارة “صالون” محملة بالنساء، وعلى وقع ارتداد “مقدمة أبن خلدون” لإحداهن، السائق الاندونيسي ينبه الهندي ليتغزل بالمقدمة..
يا لسخرية الزمن..
تعجبني طريقتكم في تنظيم الأشياء وعزل الرجال عن النساء، فنحن هنا كل شيئ مختلط، ولكن مع ذلك فالجنسين لا يبالي أحدهما بالآخر فهما متعودان. يعني عادي.
مدينتا في أيام الصيف تكتض بالبشر، والكثير من المهرجانات والحفلات. ولأننا أختنق من هذه الأجواء أقضي معظم الوقت في المنزل.
تحياتي.