الأربعاء الماضي اتصلت بأحد الأصدقاء، وسألته عن رأيه في إنتاجي الرمضاني في المدونة، حدثني فوراً عن تدوينة “وبكت شوجي“، وقال أنه أنظم حديثاً لمجموعة في “الفيسبوك” تدعوا إلى عدم مشاهدة المسلسلات في رمضان، وشعارها “لن أتسلسل؟”، لذا هو لا يشاهد المسلسلات في رمضان، ومستغرب أنني أتابع مسلسلين في رمضان..
قبل رمضان وضع في هذه المدونة أكثر من تعليق يدعو إلى هذه المجموعة وعدم متابعة المسلسلات في رمضان، وبصفتي الرقيب الوحيد هنا مارست دكتاتوريتي وحذفت التعليقات لأنها لا تناقش موضوع التدوينة، ونسيت موضوع المجموعة نهائياً، لأنه لا يهمني..
لا أريد الحديث هنا عن مجموعة “الفيسبوك” وإنما أردت التطرق لردة فعل زميلي عندما ذكرت له المسلسلين الذين أتابعهما، وهما طاش وباب الحارة، وعندما سمع اسم الأخير قال “الله يحوم كبدك” بلهجة قصيمية قحة، ولم أتمالك نفسي بعد أن سمعت العبارة حيث أقشعر بدني، وأحسست أنها نوع من الشتيمة، التي لا تستطيع الرد عليها بشتيمة أخرى، فدخلنا في نقاش جدلي حول مدى إثراء الفن للمجتمع، وتقديم صورة حسنة عنه، وللأسف هذا ما تأكدت منه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مؤخراً، مما دفعها لإنتاج فيلم سينمائي خاص بعنوان “إنها الحياة“..
ببسيط العبارة نحن العرب حرفتنا هي اللغة وبرعنا في هذه الحرفة، لذا لا تستغربوا أن نجيد اختيار الألفاظ السيئة والجيدة على حد سواء، وهذا سر تميزنا واختلافنا عن بقية الأمم، مع أننا لم نطور صناعتنا القديمة التي يبرزها “الأستاذ أحمد الشقيري” في برنامجه “خواطر” ولم نحافظ على مجدنا العلمي، وإنما طورنا من أسلوبنا في الحديث، ومع تتالي الأزمان نبتكر عبارات في الذم أكثر من المدح..
وبعيداً عن اللغة لماذا نحاول أن ننتقص أو ندعي على كل من يخالفنا في الرأي، هل لأننا دكتاتوريون بطبعنا وطبيعتنا، لذا نكره أن يخالفنا أحد، نريد أن نتفق على رأي واحد، ولكن لا يخالف هوى كل واحد منا، وهل لأن أمر ما لم يوافق هواك؟ يجعلك تدعي على أخيك بعبارة “الله يحوم كبدك”؟!، أعتقد أننا نبالغ في الدكتاتورية..
دكتاتورية الرأي هواء نتنفسه منذ أن خرجنا من بطون أمهاتنا سواء في البيت او المدرسة او العمل وربما في الشارع او السوق .. ببساطة هواء يغطي المدينة كلها… الاستبداد هو الطبع الطاغي على كل شيء …