(1)
لم أتوقع أن دعاء الركوب من الممكن أن يردد في غير ركوب السيارة أو الطيارة أو القطار أو الدواب من جمل وفرس، ربما يعود ذلك لأني لم أستشعر حلاوة الإيمان الحقيقية التي تجعل الإنسان يرى الله في كل مكان حوله، في تصرفاته، في همساته، في فرحه وسروره، وليس فقط عند الشدائد نبحث عن الرب الخالق..
في أحد المجمعات التجارية توقف رجل ملتحي تصحبه زوجته عند المصعد، وما إن أغلق باب المصعد عليهم وأنطلق للأعلى، حتى تمتم قائلاً “سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين”، علامات الذهول تعلو محياي، نعم المصعد وسيلة للركوب وهي تنقلنا للأعلى أو الأسفل، ولم يدر في خلدي في يوم من الأيام أن أدعو بدعاء الركوب عندما يتحرك المصعد، نعم إنها حلاوة الإيمان أستشعرها هذا الرجل فجعل الله معه في كل مكان، لم يغب عن باله أبداً، ولم يضايق أحد في عبادته..
(2)
في أيام المراهقة وهذا يعني أنها قبل عقود من الزمن، كان رجال الدين أو إن صح التعبير رجال الهيئة، يدخلون الأسواق في عشر ذي الحجة يكبرون بصوت مرتفع ومزعج لكي يسمعهم الجميع، كانوا يقدمون النصيحة ولكن بأسلوب فظ “وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ” (آل عمران، 159)، لم يكن يخطر في بالي أن أردد معهم، ربما هي سن المراهقة، وربما هي السلطة الدينية التي كنا لا نحبذ أن تكون معنا، والآن لم أعد أرى في المجمعات التجارية رجال الهيئة يرددون التكبير كما في السابق، وفي المقابل رأيت رجل ملتحي مع زوجته وأطفاله يباشر حاجياتهم بنفسه، ويشترى لهم كسوة العيد، ومع ذلك يردد بصوت مرتفع وغير مزعج إطلاقاً “الله أكبر الله أكبر ولله الحمد…”، هذا الرجل تذوق حلاوة الإيمان، وردد التكبير وهو يمارس نشاطاته اليومية بدون أن يزعج أحد، فوجدت نفسي أردد معه التكبير، نعم أتت النصيحة بدون أن يضايق أحد، هو يقوم بنشاط أسري ليسعد بالعيد أبنائه، وليس التكبير جزء من مهام عمله، هو لم يتعمد النصيحة، ولكنها وقعت في قلبي، وأستشعرها غيري، فرددنا معه “الله أكبر الله أكبر ولا إله إلا الله…” .
(3)
النصيحة وخصوصاً الدينية، تحتاج لأسلوب، لكي لا تنفر الناس من الدين، تحتاج لرجل وقر الإيمان في قلبه، واستشعر الله أمامه، فعرف كيف يجعل يومه يشع إيماناً، لينير طريق غيره بهذا الإيمان، النصيحة لا تحتاج إلى عنف في العبارة، أو تعنيف ومضايقة للبشر، النصيحة لكي تصل إلى أعماق القلب، تحتاج لأن نتذوق حلاوة الإيمان..
وكل عام وأنتم بخير.. وأضحى مبارك..
حقوق الصورة محفوظة لموقع الشامسي
ما شاء الله أخي الكريم، عيدك مبارك سعييد
حبذا لو كانت تلك الهيئة في مغربنا الحبيب 🙂 رغم كل الإنتقادات الموجهة لها
تدوينة جميلة أبو سطام، وكل عام وأنت والعائلة الكريمة بألف خير
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كل عام و انت بخير يا اباسطام
يبدو لي يا ابا سطام انك تعيش مرحله جديدة من حياتك و لعلها مختلفه تماما عما عشته من قبل و يبدو لي انك مقبل على قرار مؤثر جدا في حياتك فأسال الله لك التوفيق
و عموما ما قصصته في موضوعك هذا عشته في مرحلة الثانوية لعلها هي الاماكن و الاشخاص ققط لا غير نحن امة خير و بلاد خير و ديننا خير الاديان و الفقر ليس عيبا و العيب كل العيب ان ترى رجلا و بجواره اهله و قد ارتدت بنطالا ذا اللون الازرق و الملتصق تماما بقدمها و قد فاح عطرها الباريسي ارجاء المكان اخي ان الله يغضب اذا انتهكت محارمه و خير لها رضى ربنا و ليس رضى ذوي البشرة البيضاء!
اخوك عبدالعزيز
أولا واخيرا، في شهادتك هذه على العصر أنت تحكي عن وجهة نظرك ومن الزاوية ثلاثية الابعاد التي تراها انت للموقف، والدين كممارسة بلاشك تأكيد للايمان كما فعل جارك بالمصعد، ولممارسة ذاتها هي ما يفعله رجال الهيئة عند التكبير في الاسوق وطبعا لم يكونوا يفرضون التكبير على أحد، ومسألة تقبل تكبير الهيئة مسألة مزاجية قد يرى البعض فيها أحياء لما كان يفعله الرسول، بينما قد يرى البعض فيها تخلف أو سلوك غير حضاري
وفي ذات الوقت، والا تدي كل عام وانت بخير يابو سطام
أخي محمد
كل عام وأنت بخير
أعجبتني جدا اللطائف التي ذكرتها
فمن المهم جدا أن نحاول تكبير دائرة الأفعال الحميدة في حياتنا
لكن من خلال قرائتي لرد من الردود خطر علي سؤال بسيط
هل من المفروض أن أتحول إلى (مطوع) لأدخل الجنة؟
أتمنى الإجابة …
تدوينة موفقة
كل عام وانتم بصحة وعافية وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
– الحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله على وجود مثل هؤلاء الأشخاص الذين ذكرتهم في كتاباتك وجزاهم الله خير الجزاء … من الممكن الشي الذي عملوه كان من غير قصد ولكنه وقع في القلوب .
– فعلاً عبادة وإفادة