عندما كنا صغاراً.. كنا نثق أن العرب مجرد ظاهرة صوتية بعيدة كل البعد عن الفعل والتحرك.. ومرت الأيام.. وصرنا شباباً.. تصتدم أحلامنا بأسوار الواقع، بحثنا عن الحرية ولو باسم مستعار، تشبثنا بعرى الإنترنت، وتمسكنا بأطراف المنتديات، حاولنا التنفيس بالصوت عن الألم.. والحزن.. والضعف.. والهوان.. الذي أوصلتنا إليه الأيام، إلى أن أتى اليوم الذي تحرك فيه الشباب، وسقط الظالم في تونس، وتحررت مصر من نظام ودستور وضع بما يناسب أهواء القادة ويلامس احتياجاتهم الخاصة، بعيداً كل البعد عن خدمة الشعب، وتحقيق النماء..
ما زلت أتذكر قصة سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وهو يحكم نصف الأرض، عندما أتاه رسول كسرى ولما رآه مستلقي في العراء بلا حراسة قال “عدلت فأمنت فنمت يا عمر”، ومع ذلك لم يستفيد من هذه القصة.. ومن هذه المقولة زعماء العرب، فقد جاع الشعب.. وسلبت حريته.. وظلم.. وقاسى الأمرين من نهب ثروته وضعف كلمته.. لتتأكد بعدها الشعوب أننا لسنا في زمن عمر.. ولن يحقق الصمت نتيجة.. ولن يَرفع الظلم من جل همه زيادة أرصدته في البنوك، ولن تقام راية وعزة لشعب لا يعي حقوقه.. ويقف كالسد المنيع لتحقيق مطالبه ورفع الظلم عنه..
والآن من يقف أمام زحف الشعوب يا (ابن الخطاب).. أمة المليار تحركت.. أمة المليار تحررت يا (عمر).. لم تعد ظاهرة صوتية.. إنها قوة لا تنتظر من دول أخرى رفع العجز عنها.. وإن اتهمت من الحكام بأنها تعمل وفق أجندات أجنبية..
أبشر يا (عمر) إنهم قادمون ليصنعوا شيئاً مختلفاً.. ها هم في ليبيا واليمن والبحرين والجزائر يحاولوا جاهدين أن تنتصر كلمتهم، ليصنعوا المعجزة التي طالما حلمنا أن تتحقق..
ولكن يا (عمر) احتاجت تونس (23) سنة لتنتصر على الظالم، واحتاجت مصر (30) سنة لتعي كيف تتحرك وتنتصر، واستوعبت ليبيا بعد (40) سنة أن هناك معتوه يحكمها، وأحتاج الشعب العربي عقود ليتحرك وينتصر لنفسه، فهل يحتاج العرب بعد ذلك لعقود إضافية كي يتحد؟.. ويتفق!.. ويعرف كيف يحقق النماء؟.. ويعي ماذا يريد؟، ويخرج من هذه الثورات إلى عالم الرخاء والازدهار بما يحقق مصالح الشعوب..
ترى يا (ابن الخطاب) هل سيعرف القادة بعد ذلك أن العدل هو الطريق الوحيد للنجاة ويلات الشعوب!!..
عندما بدأت الحركة في (تونس) آثرت الصمت، فمن يحتمل أن يتاجر بآلام شعب ظل طوال السنوات الماضية لا يمارس حرياتها الدينية، وعندما ثارت (مصر) طالبتهم بالتعقل، وطالبت غيرهم بأن يتركوا الأمر لجيش وشباب مصر، والآن وليبيا تثور بشكل مخالف لمن سبقها، فهذا الذي في سدة الحكم يريدها حرباً أهلية، فهو لا يعرف معنى عقل!، فكيف سيفهم مثل غيره مطالب شعب؟!، بل هو لا يؤمن بحرية كلمة؟!، فكيف سيعي معنى حرمة دم؟!..
كان الله في عونكم يا شعب ليبيا ونصركم على الظالم وحقق أمانيكم..
ابدعت يا استاذ محمد
كان الله في عون إخواننا في ليبيا من جنون هذا المتخلف
مرحبا ابو ليان
وشلون ليان معليش تاخرت هذه المرة في متابعة مدونتك
نقاط :
* العنصر المشترك بين هؤلاء القادة (الظلم – الفترات الزمنية الطويلة في الحكم – تضخم الثروات)
* مصر وتونس حققوا المطلوب الباقي (ليبيا – اليمن – سوريا)
* سبحان الله لكل ظالم نهاية