“بيبي” أمريكي في الشارع..


أن تحصل على سيارة أجرة “ليموزين” في الرياض في يوم عمل، الساعة السابعة صباحاً وعلى طريق خريص يعد من أكثر الأمور صعوبة، ولكن أن تجد سيارة وتتفق على الأجرة مع السائق وبعد أقل من خمس دقائق يطلب منك سائق السيارة النزول، فهذا لا يحدث إلا في السعودية، بلد الإنسانية التي لا تقود فيها النساء السيارات، ومع ذلك تجد شوارعها من أشد الأماكن ازدحاماً..

القصة بدأت بعدما وضعت سياراتي في إحدى الورش صباحاً، وبدأت بعد ذلك رحلة المعاناة البحثية عن سيارة أجرة، فلا يوجد في الرياض رقم هاتفي من الممكن أن تتصل به وتأتي لك سيارة الأجرة إلى موقعك، الحل الوحيد إما أن تستأجر سيارة أو تنتظر فرج الرحمن، وفي إحدى المرات انتظرت لأكثر من نصف ساعة للحصول على سيارة أجرة، والأدهى والأمر أنه أثناء انتظاري تمر بعض سيارات الأجرة خالية من الركاب ولكنها لا تقف نهائياً، وكأن تنقلاتنا أصبحت مرهونة بمزاجية سائقي سيارات الأجرة ورغبتهم في العمل، والسبب في ذلك كله يعود لكون سيارات الأجرة لدينا يتحكم فيها أفراد وليست شركات، بل يسيطر على سوقها الوافدين للبلد..

ولكن هذه المرة مختلفة جداً فلم أنتظر أكثر من خمس دقائق إلا وسيارة الأجرة تقف أمامي، وبعد أن اتفقت مع السائق على تكلفة المشوار وانطلقنا، تلقى سائق سيارة الأجرة اتصالاً هاتفياً، ومن ثم غير اتجاه سير المركبة عن خط السير المقرر، لا أخفيكم أمراً أنني ارتعبت قليلاً من هذه الحركة خصوصاً وأن الاتصال الذي تلقاه يبدوا أنه من شخص أجنبي، وما هي إلا دقائق حتى أوقف المركبة وطلب مني النزول، استغربت الأمر وسألته لماذا؟، فرد بكل بجاحة “بيبي أمريكي في الشارع يبغى روح مدرسة”، وبعد شد وجذب آثرت النزول لأنه ما باليد من حيلة، يبدوا أن الأمريكان في كل مكان في العالم ينافسون اليهود في أنهم شعب الله المختار..

للأسف هذا هو واقعنا في هذا البلد لا توجد لدينا أي وسيلة للنقل العام، ونعتمد على الوافدين بكثرة لإنهاء مشاويرنا اليومية، لدرجة أن بعض الساكنين هنا يتفقون بالشهر مع قائدي سيارات الأجرة، أو حتى مع غيرهم من الذين يمتلكون سيارات خاصة، بدون تنظيم، ولا حتى مراعاة للنواحي الأمنية، وكأننا ننتظر أن تحصل مصيبة لكي نتحرك لمواجهة هذه الظاهرة ويصير “عندنا حلول”!!..

من هذا المنطلق أتفهم وضع المرأة لدينا ومطالبتها المستمرة بالسماح لها بقيادة السيارة، فهي لم يعد لديها حلول كي تنهي مشاويرها اليومية، إلا القيادة ولو بالقوة كما يفعلن الآن في البلد، ولكني لا أرى أن هذا الوقت مناسب للسماح لهن بالقيادة من وجهة نظري الخاصة للأسباب التالية:

1. عدم وجود تنظيم جيد لسيارات الأجرة يكفل أن تصل لك السيارة عبر الطلب الهاتفي..
2. عدم وجود نقل عام في البلد.
3. عدم وجود أماكن مخصصة لوقوف سيارات الأجرة في الطرق.
4. عدم وجود عناصر نسائية في جهاز المرور.

متأكد إذا توفرت هذه الأمور وخصوصاً الأول والثاني، سأترك سيارتي لتقودها أنثى، وأعتمد على النقل العام..

قارئ واحد معجب بالتدوينة.

Share

انضم إلى المحادثة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.