تسع مواسم من خواطر ولم نتفكر أو نعود إلى رشدنا، ولم نحاول أن نحسن من أنفسنا، تسع مواسم والأستاذ أحمد الشقيري يستعرض تجارب عالمية، ويقدم للوطن العربية خلاصة الفكر العالمي، وثمرة الجهود المضنية للتطور، ومع ذلك لا أذن تسمع ولا قلب يخشع، ولا نرى هناك أي تحول أو تغير.
عندما تريد التغيير لن يجدي نفعاً أن تتوجه إلى أدنى الهرم، وإنما من الواجب أن تذهب إلى من هم على رأس الهرم وتحاول التغيير هناك، فعندما تتغير القيادة وتنصت لصوت العقل وتعلم أن الاستثمار يبدأ من البشر أنفسهم عندها فقط ستشاهد التطور كيف يكون؟.
أما أن نحاول أن نغير في البسطاء وعندما يخرجون إلى الشارع ينصدمون بكمية الفساد الهائلة فعندها لن يتغير فيهم شيئاً، وإنما سيعود البسطاء لمرحلة اليأس والخنوع والرضوخ للأمر الواقع.
أيضاً اليد الواحدة لا تصفق وتسع سنوات من المحاولات المستميتة في التوعية لن تجدي بدون أن تكون هناك يد تعمل، فالعمل هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق التطور، ولا يكفي العمل الفردي وإنما ينبغي أن يكون هناك عمل جماعي ومنظم، وهذا العمل يجب أن يتبني من أعلى المستويات حتى نصل إلى تحقيق المراد والغاية.
أيضاً عندما نقارن بعض الوظائف البسيطة كعمال النظافة أو عمال البناء أو عمال الطرق في تلك البلدان وننعت تيك البلدان بالمتقدمة بينما نحن مازلنا نغط في سبات عميق، يجب أن يكون واضح لنا أن من يقوم بهذه الأعمال في تلك البلدان هم مواطنون مكفول لهم دخل جيد وتأمين طبي وسكن، بينما لدينا يقوم بهذه الأعمال بعض العمالة الوافدة التي تستلم أدنى الأجور وليس لهم حقوق ظاهرة، بل حتى رواتبهم تتأخر، ونطالب أن يكون العمل متقن.
نستطيع أن نصل لمثل ما في البلدان المتقدمة من حرص على العمل وإتقان له، إذا قام المواطنون السعوديون بأداء هذه الأعمال، وكان لهم دخل جيد وسكن مناسب وحقوق، عندها سيتغير حال البلد للأفضل، ولن نجد حفر في طرقاتنا أو أماكن دون المستوى.
الوطن كلمة بسيطة لكن الحفاظ عليه والمساهمة في البناء شيء صعب جداً، ولن يتحقق إلا بتظافر الجهود من رأس الهرم إلى أدنى مستوياته.