لو سألت شاب عن حلم الزواج لأجاب والدمع يعتصر منه “إنها تكاليف”، يا ترى ماذا يقصد بالتكاليف، هل هو المهر.. لا شك أن أغلب الأسر تشترط بين 40 ألفاً و 50 ألفاً كمهر، وهذا حق للفتاة كفله الدين لها ولا أحد يستطيع تغييره، يأتي بعد ذلك تكاليف منزل الزوجية وحفل الزواج.
ولو تأملت قليلاً لوجدت أن تكاليف منزل الزوجية من أبسط ما يكون لو فكر فيها الشاب بشكل إيجابي، فأعلاها مبلغ إيجار السكن، أما التأثيث فلو كان بشيء يسير لكان أفضل جداً، فكل ما يحتاجه الشاب غرفة نوم تبدأ أسعارها من أربعة آلاف، وأدوات كهربائية (3 مكيفات، ثلاجة، فرن، تلفاز، غسالة، مكنسة كهربائية، مايكرويف) تصل إلى ستة آلاف ريال، وأدوات مطبخ تصل إلى ألفين ريال، وطقم جلسة بمبلغ يصل إلى أربعة آلاف ريال، أي أن تأثيث منزل الزوجية لن تصل تكاليفه للأمور الأساسية إلى 20 ألف ريال، ومن الممكن تخفيض هذا المبلغ إلى أقل من ذلك.
مشكلة شبابنا يريدون منزل متكامل من أول يوم في الزواج حتى لو لم تستخدم الأدوات، ورأيي في هذا الموضوع أن نركز على الأساسيات قبل الزواجات، ونترك الباقي للرأي الموحد بين الزوجين وبدون تدخلات خارجية بعد الزواج، حتى لو استغرق التأثيث سنتين أو ثلاث سنوات، أهم شيء أنه بالاتفاق بين الزوجين.
أما حفلة العرس فحدث ولا حرج فالتكاليف كلها تكون فيها، قاعة أفراح 23 ألف كحد أدنى، بوفيه مفتوح وذبائح 10 آلاف ريال كحد أدنى، وزفة وكوشة وحلويات ورقاع دعوة وغيرها من مصاريف التي تثقل كاهل العريس وتلقي به في مستنقع الديون، صحيح أن وليمة العرس سنة من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال لأحد أصحابه “أولم ولو بشاة”، ولكن الوليمة لا تصل إلى البذخ الذي يحدث هذه الأيام، فلا معازيم يحضرون ولا طعام يؤكل ومع ذلك تدفع أعلى التكاليف.
ولو نظرنا إلى الطرف الآخر في الشرق من الأشقاء الشيعة، أو الطرف الآخر في الغرب من الأصدقاء المسيحيين لعرفنا معنى حفل الزواج البسيط، فالشيعة يدعون لحفل الزواج على مرطبات وفي الحسينية، أما المسيحيون فأغلب الزواجات تتم في الكنيسة بحضور العائلة، ومن ثم يحتفل الزوجين مع لفيف من الأصدقاء في أي مكان عام أو حتى خاص بأقل التكاليف.
عند الفئتين الزواج يرتبط بالدين، لأنه إكمال للدين، ومكان العبادة هو الأحق بهذا الاحتفال، بينما لدينا تهميش لدور المسجد بعد أن كان جامعة يشد لها الرحال، وتجد أن مساجدنا لا يمارس فيها أي دور في الحياة الدنيا، لذا تجد أغلب شبابنا لا يعرفون القيمة الحقيقة للمسجد، وربما يهجرونه.
المسجد ثروة معطلة فلم يعد ذلك النبراس الذي يراه الشباب بالمكان المرتبط بكل تفاصيل حياتهم، يفتقدون الانتماء للمسجد، والدليل على ذلك شاهد كيف يتضاعف عدد المصلين في رمضان مقارنة بغيره من الشهور، لأن الارتباط بالمسجد مبني على أساس ديني، بالرغم أن اجتماعات صحابتنا رضوان الله عليهم وإدارة الدولة الإسلامية في بداية عهدها، وتسيير الجيوش، وتعلم الدين، كلها كانت تتم في المسجد.
دور المسجد لابد أن يعود، وإذا كانت بداية العودة من خلال إقامة حفلات الزواج داخل فناءه فكيف ستكون قوة الانتماء له، بالتأكيد سيشعر الشباب أنه هو مصدر السعادة، والمنطلق الأول لبناء الأسرة.
المسجد ثروة دينية ودنيوية لم نعرف بعد كيف نستفيد منها..
دور المسجد مفعل في الحرم المكي و الحرم النبوي
حيث ان عقود القران في عند اهل المدينتين غالباً تكون فيهما
مقال رائع ولكن اريد ان اعرف هل نحن نقول او نوعد او نكتب ما لا نفعول ؟ هل لاننا عرب اوتربية الاهل لها دور في ذلك ? وهل نحن نسينا عذاب الاخرة نحن الان حتي في مقالاتنا لسنا صديقين فيه
قوله تعالى: وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا {الكهف: 49}.
ونقطة الصلاة يكون التعليم من المنزل ,فما بالك إذا كان الاب لا يعرف طريق المسجد هل من الابناء سوف يعرفوا اين المسجد
خالد العنزي