لم يبقى إلا أيام قليلة وينتهي الشهر الفضيل، وهذه الليالي هي أفضل ليالي السنة على الإطلاق، فالأجدر بنا أن نغتنم هذه الفرصة ونشحذ الهمة ونبحث عن الأجر، لعل الله أن ييسر لنا قيام ليلة القدر، التي هي خيرٌ من ألف شهر.
كل شيء في هذه الحياة يكون صعب قبل أن يأتي وقته، ولكن عندما يأتي ونتخطى يومه الأولى نراه يمضي متسارعاً حتى ينفذ، ورمضان هذا العام انصرم بسرعة، نسأل الله أن يكتب لنا فيه الأجر والقبول.
الفرصة عندما تأتي لا تعوض، وإذا لم تستدرك تذهب وربما لا تعود، وما تبقى من الشهر الفضيل هو فرصة لأن نكثر من العمل الصالح والصلاة والصدقة وقراءة القرآن، فلا ندري هل نعيش إلى رمضان القادم أم لا.
جميل أن نخصص جزء من كل ليلة من هذه الليالي للعبادة، وأن نذكر الله ونسبحه ونستغفر في بقية الأوقات، فلماذا نحسد أنفسنا عملاً بسيطاً يعود علينا بأجر عظيم.
أيضاً الصدقة شيء عظيم حتى لو بريال واحد، ولنتحرى في الصدقة المحتاج، أو عمال النظافة الذين تتأخر رواتبهم ولا يجدون ما يأكلون، حتى لو بإطعامهم سننال الأجر، فطوبى لمن هذا همه.
التطوع أيضاً وسيلة لعمل الصالحات، ومن التطوع محاولة تفطير الصائمين عند أذان المغرب، فلو احتسبت الأجر قبل أذان المغرب ووقفت عند أي إشارة للمرور ومنحت من يقف قنينة ماء ليفطر عليها، تكون بذلك قد خففت من السرعة وحصلت على أجر صائم.
صلة الرحم أيضاً من العمل الصالح، ولكن احتسب الأجر، وصل الأقرب فالأقرب، فليس شيء يزيد الرزق والعمر مثل صلة الرحم، وكم من قريب لنا هجرناه بسبب جهلنا وتقصيرنا.
من أجمل الدعاء في هذه الليالي هو ما حثنا على ترديده رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهو (اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفوا عني)، فحاولوا أن يكون هذا الدعاء على السنتكم طوال هذه الليالي.
لنجعل لنا في كل ليلة من هذه الليالي ورد خاص نردده، ولنحرص على أن لا نحرم نفسنا الأجر.
اللهم أعتق رقابنا ورقاب والدينا من النار.