عندما تصادف رجل وفتاة، الرجل حليق الذقن ومسبل الثياب والفتاة حاسرة الرأس، ماذا ستفعل؟، هل ستنصح الرجل وتحثه على تربية اللحية، أم ستنصح الفتاة وتحثها على الحجاب، لمن ستكون نصيحتك الأولى، فإذا كنت غربياً بالتأكيد ستكون كلمتك الأولى للفتاة من باب “سيداتي سادتي”، ولكن يوجه الفتى لكل الحديث وبعد أن ترد عليه تنصح الفتاة وتهمل الفتى فهذا أمر يحتاج للتفكير قليلاً والتأكد من سلامة النوايا.
طغيان الأنوثة هي بالتأكيد سحر لا يستطيع أحد مجابهته، ولا نستطيع لوم أحد عند التركيز على الفتاة أكثر من الفتى، خصوصاً عندما ترى في الفتاة شخصية بنت البلد التي ترتدي الزي الشعبي ذا السحر الخاص الذي يصعب مقاومته، وترى فيها أيضاً اتفاق جمالي، وتجمع بين القوام المياس والوجه اللطيف، ودلع الأنوثة، ممتزج بثوب عسيري وشعر ناعم كشلال ليل منحدر على الكتفين، فهل تستطيع مقاومة النظرة الأولى أو الكلمة الأولى.
سيدنا أحمد بن حنبل رضي الله عنه قاوم هذا السحر عندما ابتلي في سجنه، ولم يوجه لها الدعوة بل اشتغل بالأدعية ليصرف الله عنه البلاء، فأين نحن من أحمد بن حنبل.
كم نحن ضعفاء أمام طغيان الأنوثة، فحتى لو لم توجه لنا الفتاة أي أسئلة أو حتى كلمات وبادر الفتى بالحديث، لا بد وأن تظهر مشاغباتنا وأن نبحث عن طريقة للحديث للفتاة، ولو حتى بالنصيحة، صحيح أننا لا نعرف ما بداخل القلوب وهنا تكمن المصيبة، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال “اتقوا الشبهات” فلماذا لم ننأى بأنفسنا عن تأويلات العامة ونبتعد عن المشاغبات؟.
وهناك رأي آخر وهو أن سيما التقى على الفتاة أكثر من الفتى، ومن المتوقع أن تكون هي الأقرب لتلبية دعوة النصيحة، لذا يكون التركيز عليها من أكثر من رجل دين، حتى ترى الفتاة أنها تشربت الفكرة، وقربت للتوبة ومن ثم تظهر على شاشات التلفاز وقد ارتدت الحجاب ليكون تأثيرها أكثر على بنات جيلها، ولكني شخصياً لا أعتقد أن رجال الدين يعرفون هذا التخطيط بالرغم من أن رسولنا صلى الله عليه وسلم انتهجه مع كفار قريش حتى أنزل فيه الله سبحانه وتعالى قرآناً يتلى إلى يوم الدين [عبس وتولى، أن جاءه الأعمى].
وأخيراً مشاغبات رجال الدين المتكررة مع هذه الفتاة، تجعلني أجزم أن العرب أخيراً اتفقوا ولكن هذا الاتفاق كان على نصيحة فتاة، وهذا شيء إيجابي يدل على أن الربيع العربي آتى ثماره وأصبحنا متفقين، ولكن اتفاقنا لم يكن على مبدأ واحد بل على فتاة واحدة.
عوداً حميداً : )
الله يسعدك..
دائماً يكون الحنين لهذا البيت..